لقد انتشرت عبادة الزهرة مع توسع وانتشار الآشوريين ، فقد انتقلت غربا الى الدولة الفينيقية الى (إيستار) أي (عشتار) العذراء.. والى الكنعانيين بلهجة الكنعانيين لتصبح (اينات ) وهي من (إناث) .. والى اليونان (أثينا) أو (أفروديت) .. كما وصلت الى روما لتصبح (فينوس) ..وانتقلت الى الاديان الابراهيميه في صورة مريم العذراء وقد كان الفضل بانتشارها الى سكان لبنان حيث كانوا بحارة وتجار متنقلين باستمرار وقد سيطروا على سواحل الأطلسي غرب المغرب العربي (حاليا) والبحر المتوسط في كثير من الأيام ..
كما انتشرت في إيران القديمة (عيلام) لتسمى هناك بسيدة عيلام التي تسكن (سوسة) عاصمة عيلام .. وقد تأثر بها أصحاب الديانات (الموحدة) فمارسوا الطقوس التي كان يقيمها عبدة الزهرة ، فتسللت الى طرق عبادتهم .
وكان من تلك الطقوس عند من يعبد الزهرة موسم (البكاء) على تموز الذي ضحت به الزهرة لإطلاق سراحها .. وهذا الطقس يرويه النبي اليهودي (حزقيال) في سفره ب (الكتاب المقدس) حيث يقول أنه شاهد نسوة جالسات يبكين على (تموز) عند مدخل بيت الرب .. ويضيف أنه شاهد نحو خمس وعشرين رجلا ظهورهم نحو الهيكل ووجوههم نحو الشرق وهم ساجدون !*
كما أن سفر (نشيد الأنشاد) المنسوب للنبي سليمان .. لا يتسم بأي صفة دينية ولا يمت للمعتقدات العبرية بصلة ، كما لا تنسجم محتوياته أصلا مع طبيعة الكتاب المقدس ، لما فيه من تعابير مفضوحة تنضح بالفحش .. تدور كحوار بين عشيق وعشيقته يصف فيها مفاتنها وشكل ثدييها و أفخاذها .. وهي مسروقة من الحضارة البابلية والكنعانيه القديمة .
ولو احتشمنا ونقلنا أخف ما قيل بتلك الغزليات ( ليقبلني بقبلات فمه . لأن حبك أطيب من الخمر .. شفتاك يا عروسي تقطران شهدا .. تحت لسانك عسل ولبن .. رائحة أنفك كالتفاح ) وهناك الكثير الذي يفوق هذا الكلام وصفا .
ويشير أكثر من باحث الى تسلل المفاهيم العشتارية (عبادة الزهرة) الى اليهودية .. فيؤكد (ول ديورانت ) و(جوردن ) الى أن تقديس رقم (سبعة) قد انتقل من العراق الى العبرية لكي يعتبروا السبت يومهم السابع الذي يقدس الخصب و الجدب .. وبرزت عندهم (سبع سنين عجاف و تليها سبع سنين سمان كلها خيرات ) في أكثر من مكان .. وكانوا في السنة السابعة بعد كل ستة سنوات لا يبذرون ولا يحرثون ولا يزرعون .
و (شابوعوت) أو عيد الأسابيع ، كما يسمى في الكتاب المقدس ، هو عيد الحصاد الذي يتقابل عند أهل الرافدين (قيامة الزهرة للحياة وعودة الخصب الى الأرض ) .. وكما يؤكد (لودز) و(سميث) فإن عيد الفصح هو من (أعياد العراق ومصر) وهو في الإنجليزية (ايستر) وفي الألمانية (أوستيرن) وهو واضح الصلة ب (عشتار) ..
كما يقول السواح) أن من يتتبع اسم ماري (مريم) ويربطه ب (المارين) وهي البحر .. حيث أن قدماء الرومان قبل المسيح كانوا يطلقوا على الزهرة اسم (ماري) أي آلهة البحر .. وفي اللغات القديمة : Maria ، Mary , Meer ، و Mare و في سوريا Myrtha , وفي اليونان Maia , وفي الهند Maya وجميعها تبدأ بحرف (الميم) وهي ميم الأمومة وهي صفة (الزهرة) عند أهل الرافدين فكانوا ينادونها (ماما) الام الكبرى
لقد أطلق العرب على الكواكب الخمسة ( عطارد و زحل والمشتري والمريخ والزهرة ) اسم (الخنس الكنس ).. في حين استثنوا القمر و الشمس ( المكملين لسبعة أهل العراق )
No comments:
Post a Comment