Tuesday, May 26, 2015

جذور رمضان


الطقوس الرمضانية، كعادة بقية الطقوس الإسلامية، يمارسها المسلم بدون أدنى معرفة لجذور هذه الطقوس، أو ما إذا كانت تشريعاً سماوياً كما يقول المسلمون عن طقوسهم أم تشريعاً وثنياً!

في هذا البحث سنناقش الغاية من شهر رمضان لدى الإسلام، و جذوره الوثنية، بالإضافة لبعض الحقائق الأخرى




أما اعتقادهم عن هذا الشهر بأنه شهر الغفران و محو الذنوب، أي افعل ما تشاء طيلة السنة، و بعدها صم، و لك الجنة! و الأحاديث كثيرة تقريباً 50 حديث من أصح الكتب التي تتكلم عن ذلك، و لكننا سنأخذ أهمها " البخاري " ( 2) : من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه . يعني لا بأس بأن تكذب طيلة السنة، و تسرق و تنهب و تقتل و " تغزو " كما كانوا يفعلون في السابق و مازالوا، و في النهاية كله يتم محوه مقابل الصيام عن الطعام و الشراب!

رمضان له صلة وطيدة ب" الهلال " أي القمر، كالإسلام عموماً، خاصة فوق المساجد، و ما أن نعرف السبب، سيبطل العجب، فالله هو إله القمر، و لأنه ليس بحثنا الآن سنؤجله لحين، أما رمضان و الهلال، فهو خاص " بالصابئيون المندائيون " (3) فهناك طائفة من المندائيين التي كانت تعيش في شمال العراق ، كانت تصوم رمضان. كان رمضان اصلاً طقساً سنوياً يُمارس في مدينة حران (4) في مواقع عبادة سين، اله القمر، كان في أور وحران وكان يُرمز اليه بالهلال ، و كان ذلك لعدم ظهور القمر بسبب مجموعة الثريا في Taurus(برج الثور ) التي تحدث في الأسبوع الثالث من آذار . فيصوم الحرانيون لمدة شهر من أجل عودة القمر . فيعد القمر بالرجوع الى دير Kadi حيث يحتفل الحرانيون بعودته. ويقول ابن النديم (5) أن الحرانيين كانوا يصومون لمدة شهر تكريما لإله القمر المدعو سين. و وصف ابن نديم الضحايا الحيوانية التي كانوا يقدِّمونها الى القمر. و يذكر أيضاً احتفال الحرانيين بعودة القمر بعد صيام رمضان كان يُدعى عيد الفطر! (6) .

جاء في المختصر بتاريخ البشر لأبي الفداء (7) : الصائبة لهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود ويصومون ثلاثين يوماً وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعاً وعشرين يوماً وكانوا يراعون في صومهم الفطر والهلال بحيث يكون الفطر وقد دخلت الشمس الحمل ويصومون من ربع الليل الأخير إِلى غروب قرص. و جاء أيضاً في كتاب " صابئة حرّان و اخوان الصفا " (8) : أنهم كانوا يبدأون صومهم خلال شهر الصيام، من قبل أن تشرق الشمس حتى غروبها. أي تماما كما يفعل المسلمون خلال شهر رمضان.

أما اسم رمضان، فقد قال المسعودي (9) : لشدة حر الرَّمضاء فيه ذلك الوقت. أما الطبري في تفسيره يقول (10) انه اسم من اسماء الله. لكن رمضان في الجاهلية كان اسمه ناتق. كما جاء في تاج العروس (11) وهي مأخوذه من أنتق أي صام. مما يعني أن رمضان سمي كذلك في الجاهلية، أي قبل الإسلام، و هذا ما يؤكده ابن منظور (12)! أما الطبري زعيم المفسرين يقول ( 13) كان العرب الوثنيون يصومون ممتنعين عن الطعام والشراب وممارسة الجنس تماما كما بدأ صوم المسلمون . وكان صومهم عن الكلام أيضاً. و هذا ما تؤكده أصح المصادر الإسلامية في كلامهم عن الصحابي ابي بكر بقولهم ( 14) : لقد اقترب ابو بكر الى امرأة وثنية في المدينة ووجدها صائمة ومن جملة صيامها الامتناع عن الكلام. بل أن القرآن أكد هذا الصوم ( 15) : فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا. و يقولون بتفسيرها : والسكوت كان تعبدًا في شرعهم، دون شريعة محمد .

كان محمد يصوم مع قريش، فقد جاء في البدء و التأريخ للمقدسي (16) : وكان قريش يتحنثون بحراء في رمضان وكان رسول الله يفعل ذلك. و لأن اليهود و النصارى كانوا يصومون أيضاً باسم عاشوراء، فقد قام محمد لاحقاً بنسب هذا الصوم للإسلام، كما تؤكد المصادر الإسلامية، في قوله (17) : فقال نحن أحق بموسى…! و لكن قام بتسبيقه يوماً واحداً كما يقول ابن اثير (18)! و قام محمد بجعلها آية تقول في سورة البقرة اية 187” وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ، ثم أتمّوا الصيام الى الليل. و هو نفس الكلام المأخوذ من التلمود اليهودي (19) : أن أول نهار الصيام هو الوقت الذي يقدر المرء فيه أن يتبيّن الخيط الابيض من الخيط الازرق. 
و لكي لا تكون فضيحة لمحمد أمام قريش، فقد أقر بأن اليهود و المسيحيين كانوا يصومون شهر رمضان، بل قال أيضاً أنه موجود في الإنجيل، و جاء ذلك في عشرات المصادر نورد أهمها (20). و قام بتأثير من صحابته و على رأسهم عمر بن الخطاب، بتعديل طريقة الصوم المقتبسة من المسيحيين و اليهود، و ذلك بالسماح لهم أن يأكلوا في الليل و يمارسوا الجنس مع النساء (21) لأن الصوم عند تلك الأديان كان مجرد وجبة واحدة خالية من اللحوم في اليوم كله، و كانوا يمتنعون عن الجنس، كما كانوا يتعبدون لإلههم أكثر و يركعون أكثر بهذا الشهر ، هذا بالإضافة إلى الزكاة أيضاً.

أما انتشار هذا الصوم في قريش، فهذا يعود لوجود اليهود و المسيحين [ صوم عاشوراء ] و قبلهم الصابئية الحرانية (22) حيث كان منهم [ العرب ] من يميل إلى الصابئة ويعتقد في أنواء المنازل لاعتقاد المنجمين في الكواكب السبعة السيارة ويعتقدون انها فعالة بأنفسها ويقولون مطرنا بنوء الكواكب ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الجن، وكان ذلك في عهد احتلال نابونيدس لتيماء وذلك لمدة عشر سنين بين سنتي 550 و 540 قبل الميلاد.

هامش: كل عام و أنتم بخير، بغض النظر عن عدم إيماننا بما سبق، أو بالدين عامة، فلكل مرء حرية الاعتقاد. كان ذلك مجرد تسليط الضوء على ما لا يعرفه أغلبية المؤمنين، و ربما جميعهم، لأنهم يأخذون إيمانهم من شيوخهم، و ليس بالبحث و الاقتناع.

دمتم بعقل.



مراجع:

1- المصدر: نتائج الأفكار. الصفحة أو الرقم: 2/157 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح.

2- المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 38 خلاصة الدرجة: [صحيح] .

3- Sinasi Gunduz, The Knowledge of Life, Oxford University, 1994

4- Dodge, B., The Sabians of Harran, page 78

5- ابن النديم، الفهرست، صفحة 324 و325

6- ابن النديم ، الفهرست ، صفحة 319

7- ابي الفداء ، المختصر في تاريخ البشر ، الجزء الاول ، صفحة 65

8- محمد عبد الحميد الحمد، صابئة حرّان واخوان الصفا، صفحة 57

9- المسعودي ، مروج الذهب 2 صفحة213

10- تفسير الطبري ، 2265

11- تاج العروس ، 20 صفحة 592؛ ابن منظور ، لسان العرب ، حرف النون ، صفحة 445

12- ابن منظور ، لسان العرب ، حرف راء ، صفحة 231

13- تفسير الطبري 16 : 56 و روح المعاني 16 : 79

14- القسطلاني ، ارشاد الساري ، 6 : 175 ؛ أبن حجر ، الاصابة في تمييز الصحابة 4 : 315، ابن منظور، لسان العرب ، 2: 55

15- تفسير الآية رقم [26] من سورة [مريم]

16- البدء والتأريخ ، المقدسي ، الجزء الرابع ، صفحة 50

17- تاريخ الطبري ، الجزء الثاني ، صفحة 18؛ أنظر أيضاً سنن ابي داود ، ابي داود السجستاني، رقم 2444

18- ابن اثير ، النهاية في غريب الحديث والاثر ، الجزء الاول ، صفحة 96

19- التلمود 1 : 5 والمشنا 1 :2

20- البخاري ، التاريخ الكبير ، رقم 880 ؛ انظر ايضا ابن اثير ، اسد الغابة ، الجزء الاول ، صفحة 881 تاج العروس ، 15 صفحة 296- راجع ايضا الفيروزابادي ، القاموس المحيط ، الجزء الثاني ، صفحة 429

21- ابن حجر ، الاصابة في تمييز الصحابة ، رقم 4066

22- نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، القلقشندي ، 18 صفحة 11

موقع صوت العقل The Voice Of Reason.

No comments:

Post a Comment