Tuesday, May 5, 2015

مصر: جدل واتهامات متبادلة إثر تصريحات سلفية حمّلت «الإخوان» المسؤولية عن إنتشار ظاهرة الإلحاد



مصر: جدل واتهامات متبادلة إثر تصريحات سلفية حمّلت «الإخوان» المسؤولية عن إنتشار ظاهرة الإلحاد

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت اتهامات غير مسبوقة من الدعوة السلفية لجماعة الإخوان بالتسبب في انتشار ظاهرة الإلحاد في مصر جدلا سياسيا ودينيا واسعا، حيث اعتبرها البعض نتيجة للمكايدة السياسية بين الجانبين، فيما رأى آخرون أن السلفيين كانوا حلفاء للإخوان اثناء توليهم الحكم وبالتالي يتحملون المسؤولية معهم.
وكان الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية قال في تصريحات امس أن هناك نسبة من المصريين اتجهوا نحو الإلحاد بعد انتهاء حكم الإخوان المسلمين، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه النسبة ضئيلة جدا، و اضاف «أن ظاهرة الإلحاد انتشرت بعد حكم الإخوان و يأتي ذلك بعد أن كان يعتبرهم البعض بأنهم من يمثلون الدين الإسلامي، وعندما فشل حكم جماعة الإخوان اعتقد البعض أن من فشل هو الدين الإسلامي نفسه وهذا أمر خطأ».
وأعلن «أن الدعوة السلفية أعدت برنامجا متكاملا للرد على الملحدين بالتواصل مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ونحن نريد التعامل مع الأزهر الشريف لمكافحة تلك الظاهرة، لأن الأزهر صورة من صور العالم الإسلامي» ،واكد « أن البرنامج الذي أعدته الدعوة السلفية يرد على الملحدين فكريا ودينيا، وينفذه مجموعة من شباب الدعوة سواء بالحوار المباشر في الجامعات أو عن طريق صفحات «فيسبوك»، لافتا إلى أن مشايخ الفضائيات وصراعاتهم أثناء حكم الإخوان مع بعض القوى الأخرى أدى إلى تزايد نسبة الإلحاد».
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، لـ «القدس العربي»، «من المعروف أن التيار السلفي يجيد المراوغة، فإذا كانت هذه وجهة نظر السلفية فلماذا اذن تعاونوا معهم ضد الدولة المدنية الوطنية في مصر؟، فمن المعروف انه بعد احداث 25 يناير/كانون الثاني كانت السلفية والإخوان في قارب واحد ويقيمون تحالفات، فكيف وضع السلفيون ايديهم وكانوا شبه مقيمين مع الإخوان في اعداد الدستور الإخواني، وايضا في تثبيت دعائم الحكم الإخواني، بالاضافة إلى ان اكثر من 70٪ من الشباب الذين كانوا في قطع الطريق في ميداني النهضة ورابعة كانوا من الشباب السلفي، ففي الحقيقة انها في النهاية مراوغة سياسية لمجرد تحسين الصورة امام الشعب ولكن الشعب لن ينخدع مرة اخرى لا بتجار الدين او بتجار السلف». وأكد «ان ظاهرة الإلحاد تفشت خاصةً بين الشباب بسبب المفاهيم الخاطئة التي يزرعها شيوخ السلفية، وأضاف «ليس الإخوان المسؤولين عن انتشار الإلحاد ولكنهم سبب في ذلك ولكن المسؤول الكبير هم شيوخ السلفيين الذين يعيشون حياتهم على الكذب»، واكد « أن اسباب الإلحاد متعددة منها اقتصادية واجتماعية وفكرية، فالإلحاد له ابعاد متداخلة ولكنها تصب في المقام الاول في الأوضاع الاجتماعية».
وقال شوقي رجب عضو الامانة العامة لحزب الاستقلال، لـ «القدس العربي» «كلام برهامي ليس صحيحا على الإطلاق، فالإخوان حكموا لمدة عام، وهذه الفترة لم تتسبب في انتشار هذه الظاهرة، وهذه التصريحات للأسف ليست اكثر من مكايدة بين الإخوان والسلفيين»، واضاف «ان اسباب الإلحاد تعود إلى الاهمال الشديد في الثقافة الدينية وتهميش لمادة التربية الدينية في المدارس وهناك خطاب إعلامي مكثف في اتجاه ازدراء بعض رموز الإسلام».
وأكد «ان كل المتدينين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، إسلاميين او غير إسلاميين عندما يصلون إلى حالة من حالات التطرف فهذا ما يسبب الإلحاد، ومن الممكن ان تكون ظاهرة الإرهاب سببا من هذه الاسباب بسبب العنف».
واستنكر إمام يوسف، القيادي بحزب الأصالة، وعضو تحالف دعم الشرعية، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ما قاله ياسر برهامي، وقال «اقول إن كان هناك من أهل التيار الإسلامي من كان السبب في انتشار الإلحاد لصدمة الناس من سلوكهم الاخلاقي فهم من من حزب النور السلفي المنتمي للدعوة السلفية».
بينما وافق مختار نوح القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات له، رأي الدكتور ياسر برهامي بأن الإلحاد انتشر في ظل حكم الإخوان، مؤكداً إنه ليس رأي برهامي فقط، و أضاف «ان الإلحاد لم ينتشر في ظل حكم الإخوان فقط مشيرا إلى أن الظاهرة بدأت تعود مع انتشار الدعاة الجدد».
واتهم الإعلامي نشأت الديهي، عبر برنامجه على قناة «التحرير»، جماعة «الإخوان المسلمين» بأنها وراء انتشار الإلحاد في مصر، قائلا «عناصر جماعة الإخوان هم مجموعة من الشياطين»، وأضاف «أن السنة التي حكم فيها الإخوان مصر والتكفير غير المسبوق ساهم في انتشار الإلحاد بشكل قوي في مصر، والدليل تصريحات قادة السلفية مثل ياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات الذين يقولون إن الإخوان لا يعرفون ولادين ولا سياسة»، وتابع «نفسي المغيبين اللي مصدقنهم يفوقوا الموضوع اكبر من شوية ناس اتظلموا دول شياطين».
وقال الدكتور إكرام لمعي، أستاذ مقارنة الأديان في كلية اللاهوت، خلال لقائه على فضائية «صدى البلد»، «إن مواقع التواصل الإجتماعي كتويتر والفيسبوك أدت إلى انتشار الإلحاد بنسبة كبيرة، واضاف «مفيش وقت مكنش فيه ملحدين على طول الزمن، وفي أكثر البلاد تديناً حتى في أوروبا أثناء القرون الوسطى اللي كانت فيه الكنيسة قوية جداً «، وتابع «هذه الظاهرة أيضًا لا نحملها كلها على الشباب وحدهم، فالمؤسسات الدينية هي مسؤولة عن الشباب الذي يترك الدين».
وكانت دار الإفتاء المصرية، وهى المؤسسة المسؤولة عن إصدار الفتاوى الإسلامية، قد اشارت إلى إحصائية غامضة تذكر أن العدد الفعلي للمصريين الملحدين هو 866 ملحدا.

No comments:

Post a Comment