رسالة مهمة لكل واحد في جيلنا.

على مدار البشرية وعالميا مش في مصر بس.

في شوية حقائق معينة بتخلي جيلنا جيل إستثنائي جدا على مدار التاريخ.

إحنا أكثر جيل أكل لحمة وفراخ، وفي مليون بحث بيؤكدوا إن ده سبب أمراض عضوية ونفسية، ده غير إننا أكثر جيل بيعاني من أمراض السمنة والأمراض عامة.

إحنا جيل بيعاصر أكثر وقت في التاريخ في تلوث وزحمة وأكل غير صحي.

أكثر جيل خرج برة منظومة الأسرة، أكثر جيل جرب الفردية وعاش لوحده.

أقل جيل بيتواصل بشكل مباشر مع اللي حوليه (٩٠٪ من التواصل هو نظرات العين، لغة الجسم ونبرة الصوت) وبنتواصل بشكل إلكتروني بيخلي جودة التواصل البشري ١٠٪ بس.

أقل جيل بيرضى بإختياراته، نظرية "إشكالية الإخيار" بتقول إن كل ما كثرت الإختيارات المتاحة كان حجم الرضا بالإختيار أقل.

أكثر جيل عارف هو ناقصة إيه، لإنه أكثر جيل تعرض وعرف اللي عند غيره، بسبب التعرض لثقافات وبلاد ثانية وناس ثانية بسهولة أكثر، يعني على أقل تقدير، بتشوف مثلا الحريات الشخصية في الدول الإسكندنافية وتعرف إنها ناقصة عندك، بتشوف الديموقراطية في العالم الغربي وتعرف إنك لسة ماشمتهاش، كولد بتشوف حياة (دان بلزاريان) وكبنت بتشوفي (كيم كارداشيان).. -وربنا يكون في عون الجميع-.

أقل جيل عنده مساحة مشتركة مع بعضه، زمان كانت الأجيال في مساحات مشتركة أكثر ما بينهم، يعني بيشوفوا نفس القنوات بيسمعوا نفس الأغاني، المشاهير هم هم، دلوقتي إنت وأخوك اللي في الأوضة اللي جمبك بتشوفوا علي أساس إختياراتكم على اليوتيوب مثلا، بتسمعوا حاجات مختلفة، الآراء اللي بتشوفوها على تايم لاين الفيسبوك مختلفة أكثر.

إحنا أكثر جيل إتصدم في رموزه، لإن بقى أسهل إكتشاف عيوبهم، إذا كان رموزه السياسية أو الفنية أو الدينية أو الفكرية.

إحنا أكثر جيل سهل يغير آراؤه وقناعاته وحتى إيماناته الراسخة، مما أدى إننا أكثر جيل عنده أزمة هوية، وتناقض إدراكي (cognitive dissonance)، وأكثر جيل مؤمن بأفكار متناقضة.

بسبب كل ما سبق، إحنا أكثر جيل منذ بدء التاريخ وحيد، ومشتت، ومرتبك، وغاضب ومكتئب، وتايه.

لكن الحل لكل ده، هو إدراك ده أولا، وإن كل واحد يعرف إنه مش لوحده، وإن الأحاسيس ديه نتاج ظروف كثير خارج إرادته، وإن إكتئابه أو توهانه أو أزماته مش سببها إنه شخص غريب عنده مشكلة شخصية، لكن لإن ده طبيعي جدا وسط كل الظروف ديه.

في الحقيقة قد يكون كل ما سبق سبب حقيقي في إن البشرية تكون في مكان أحسن، الوحدة ممكن شوية وهاتخلينا نقدر الناس والعلاقات أكثر، التشتت هايخلينا نجرب أكثر، الغضب هايخلينا نغير اللي حولينا، الإكتئاب لو عدينا منه هايخلينا نقدر كل نفس بنعيشه، هدمنا للرموز والأفكار والقناعات القديمة هايخلينا نؤمن بحاجات أفيدلنا كبشر مش حاجات إتربينا عليها ومابقتش لا قابلة للتطبيق ولا مفيدة لحد وتحولت لمجرد نوع جديد من الأصنام.

إدراك ما وصلناله، والتصالح مع فكرة إن ما نبر به مش عقاب على ذنب إقترفناه، بل مجرد نتيجة طبيعية لكل المستجدات ديه، هايخلينا نخف جلدنا لنفسنا، ونفكر بدون حِمل الذنب والإكتئاب، وساعتها هانبدأ نتحرك ونوصل لمكان أحسن.

المصدر | https://goo.gl/PZ5nIF