Sunday, May 31, 2015

الزرادتشيه والاسلام ( مقارنه)


روي عن زرادشت..

ويروي أهل دينه كثيرا عما صحب ولادته من المعجزات وخوارق العادات والإشارات، وأنه انقطع إلى منذ صباه إلى التفكير،ومال إلى العزلة، وأنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته فكان يقول: إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من الضلال، وليهدي إلى الحق. وقد ظل يدعو الناس للحق سنين طوالا فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأوحي إليه أن يهاجر إلى بلخ.."
وفي كتاب "الدين في الهند والصين وإيران" تتكلم الكاتبة عن حال زرادشت في بدء الدعوة والكلام الذي تورده هو جزء من "الأفستا"..

"عن هذه النبوة والرسالة والوحي المنزل ينبعث قسم من "الجاتها" الحديث الفقهي وهو عن هذا
نبي الرسول يحدث:إن إلى التفكير والعزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب وحتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا وللشباب غروبا ..وعن الحقيقة باحثا راح يطوي..طيات الصحراء تهجدا…ومتجهدا طواه غار في جبل سبالان حيث بدأت أولى بشائر نبوته ورسالته حوالي سن الأربعين من العمر، بالرؤيا…ثم بالكلام…ثم بالإسراء أو المعراج إلى السماء!".

2-آخر الأنبياء
قال نبي الإسلام عن نفسه أنه آخر الأنبياء والمرسلين.وبهذا قال زرادشت أيضا.. 
أيها الناس إنني رسول الله إليكم …لهدايتكم بعثني الإله في آخر الزمان …أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا فجئت إلى الحق هاديا ولأزيل ما علق بالدين من أوشاب …بشيرا ونذيرا بهذه النهاية المقتربة جئت..".

3-التوحيد
دعا نبي الإسلام إلى التوحيد ونبذ باقي الآلهة المزيفة "فلا إله إلا الله".
ودعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى "فلا إله سوى أهورا مزدا".

الزرداشتيه تقول من يريد الدخول لديانتهم يجب ان ينطق الشهادتين
أشهد بأني مؤمن بالله الخير الغني , و أتبع زرداشت رسولة الكريم
وفي الاسلام
اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .

4-أسماء الله
قال نبي الإسلام بأن لله أسماء وعددها. وكذلك قال زرادشت قبل محمد
فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الاسم فقال له أنه "هو السر المسئول" وأما الأسماء الأخرى فالاسم الأول هو "واهب الانعام" والاسم الثاني هو "المكين" ،والثالث هو "الكامل" ،والاسم الرابع هو "القدس"(37)،والاسم الخامس هو "الشريف"،والاسم السادس هو "الحكمة"، والاسم السابع هو "الحكيم"،والاسم الثامن هو "الخبرة"،والاسم التاسع هو "الخبير"،والاسم العاشر هو"الغني"،والاسم الحادي عشر هو "المغني"،والاسم الثاني عشر هو "السيد"،والاسم الثالث عشر هو"المنعم"،والاسم الرابع عشر هو "الطيب"،والاسم الخامس عشر هو"القهار"،والاسم السادس عشر هو"محق الحق"،والاسم السابع عشر هو "البصر"،والاسم الثامن عشر هو"الشافي"،والاسم التاسع عشر هو "الخلاق"/والاسم العشرون هو"مزدا" أو العليم بكل شيء".

5-الإسراء
قال نبي الإسلام أنه قد عرج به إلى السماء.والقصة نجدها مروية في سيرة "زرادشت" ..
"ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر".

"صفحات "الجاثا" سجل آخر لهذه العقيدة.."عقيدة الإسراء إلى السماء"..عقيدة على صفحات الجاثا تسجلها سطور تقول إن زرادشت نفسه قد تحدث بهذا الحدث قائلا :أيها الناس ! إني رسول الله إليكم …فإنه يكلمني! .. يكلمني وحيا بواسطة رسول من الملائكة به وإليه رفعني فإليه بي أسرى كبير الملائكة وإلى حضرته قادني ..ولي هناك، متجليا، تجلى الإله وعرفني الشريعة وعلمني ما هو الدين الحق فقد سلمني إليكم هذا الكتاب".(40)

6-بعض العبادات
فرض نبي الإسلام خمس صلوات على المسلمين يوميا، الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. وفي الدين الزرادشتي، الذي ظهر قبل الاسلام، .."دعا زرادشت المؤمنين إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر والظهيرة والعصر والمغرب ومنتصف الليل".(41)
وللمسلمين قبلة هي المسجد الحرام. وللمصلي "في الزرادشتية " قبلة هي مصدر الضوء، الشمس أو القمر.
والمسلم عليه بالوضوء قبل الصلاة. والزرادشتي كذلك.."وتسبق الصلاة عملية الوضوء التي تتضمن غسل الوجه واليدين والقدمين".(43) وأيضا في المانوية يسبقون الصلاة بالوضوء.

7-القيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان
من الأمور التي طال القرآن في وصفها "الأخرويات" القيامة والحساب والثواب والعقاب إلخ..نجد هذه الأمور في الدين "الزرادشتي" للإنسان حياة أخرى غير حياته "الدنيا" ، فللإنسان روح تبقى بعد موته، ثم تعود لتلتقي بجسدها الذي كانت قد فارقته.. "فالأرواح بعد مغادرة الأجسام عقب الموت تبقى في برزخ المينوغ تنتظر يوم القيامة بشوق وترقُّب لكي تلتقي بأجسادها التي تبعث من التراب".(45)
والإنسان في حياته يكون مخيرا بين عمل الخير أو الشر، وفي الحياة الأخرى يكون الجزاء، فكل أعمال الإنسان إنما هي محفوظة.."إن على الإنسان موكلة من الملائكة "حفظة" تحصي عليه السيئات وتحسب له الحسنات وتسطرها في هذا "الكتاب" ..سيجد الإنسان إعماله وفكره مسجلة، له وعليه، في هذا الكتاب الذي جرت بتسطيره أقلام "الحفظة" من الملائكة التي تحصي أعماله وفكره".(46)

والحساب يكون على أساس عمل الإنسان في حياته الأولى، خيره وشره.."فبعد مفارقتها الجسم تَمثُل الروح أمام ميترا قاضي العالم الآخر (وهو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأميشا سبنتا الرهط السماوي المقدس) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خير البشرية وخير العالم. ويقف على يمين ميترا ويساره مساعداه سرواشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين وسيئاته في الأخرى. وهنا لا تشفع للمرء قرابينُه وطقوسه وعباداته الشكلانية، بل أفكاره وأقواله وأفعاله الطيبة. فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم".(47)
ثم يكون بعد ذلك "الصراط" الجسر الذي ستعبره الروح، وهذا الجسر مقام فوق الجحيم، ويؤدي إلى الفردوس، ويكون واسعا أمام الروح الخيرة فتجتازه مطمئنة، ضيقا أمام الروح الشريرة فما تلبث أن تهوي في الجحيم..
"الصراط إنما مد فوق هاوية الجحيم..هاوية قرارها الظلمة من فوقها تندلع اللهب، ولكن…لئن كان الصراط مدا فوق هاوية "الجحيم" فإنما هو أيضا مد تؤدي نهايته إلى جنة المأوى، "بردوس" أو "الفردوس"! ".
"بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس، ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقَّفها نار جهنم".

8-المهدي المنتظر

جاء في "الملل والنحل" للشهرستاني.."ومما أخبر به "زرادشت" في كتاب "زند أوستا" أنه قال :سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه "أشيزريكا" ومعناه :الرجل العالم، يزين العالم بالدين والعدل، ثم يظهر في زمانه "بتياره" فيوقع الآفة في أمره وملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك "أشيزريكا" على أهل العالم، ويحي العدل ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، وتنقاد له الملوك، وتتيسر له الأمور، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن".

مصادر 
(1) قبل التكوين :من خلال وصول الدين الفارسي للجزيرة العربية، واطلاع نبي الإسلام عليه، وتأثره به. وبعد التكوين :من خلال التأثيرات الفارسية في نشوء التشيع والتصوف ودعوة الاشتراكية عند أبي ذر وبعض أراء المعتزلة وغير ذلك أيضا. والبعض يرى دورا للتأثير الفارسي "أثناء التكوين" من خلال الدور الذي يظن أنه كان لسلمان الفارسي مع نبي الإسلام. 
(2) "الله" عباس العقاد ص81 دار الهلال 1954. 
(3) "الأدب الفارسي القديم" باول هورن ترجمة د.حسين مجيب المصري ص102 مكتبة الأنجلو 1982.(والاقتباس من حاشية للمترجم).
(4) "قصة الحضارة" ويل ديورانت ج2 ص425 الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001.
(5) "ميتهرا" في النص الأصلي. 
(6) "الدين في الهند والصين وإيران" أبكار السقاف ص248،249 طبعة "العصور الجديدة" 2000. 
(7) يورد الباحث "فراس السواح" في بحث له بعنوان "ميلاد الشيطان زرادشت نبي التوحيد نبي الثنوية" ثلاثة تواريخ مرجحة لميلاد زرادشت، أحدهم يرجع بزرادشت إلى أواسط القرن الثاني عشر قبل الميلاد استنادا للبحث الفيلولوجي "للجاثا"، وتاريخ آخر وهو الذي ورد في الأفستا وهو أوائل القرن السادس قبل الميلاد، والتاريخ الأخير حوالي سنة 900 ق.م. ويقول أن هذا التاريخ الأخير يلقى الآن تأييد معظم الباحثين. 
(8) في مرحلة متأخرة بعد زرادشت أصبح " أهورا مزدا" إله الخير، و"أهريمان" إله الشر، فكانت تلك الخطوة انتقال من التوحيد للثنوية. 
(9) "ترانيم زرادشت" ترجمة للجاثات إعداد وترجمة جاك دوشن جيلمان وترجمها إلى العربية د.فيليب عطية "جاثا 51" ص145 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993. 
(10) "فجر الإسلام" أحمد أمين ص162 الهيئة المصرية العامة للكتاب 1996. 
(11) "الهرطقة في الغرب" د.رمسيس عوض ص53 دار سينا للنشر 1997. 
(12) "الدين في الهند والصين وإيران" ص314. .

في الصوره كعبة زرادشت نصب تذكاري يمتد قدمه إلى العهد الإخميني, أي حوالي القرن الخامس قبل الميلاد, وهي مبنية على شكل برج في نقش رستم, وهي من الآثار العالمية المهمة, تقع في شمال غرب برسبوليس في إيران

No comments:

Post a Comment