Thursday, May 21, 2015

لماذا يرفض المتدينين نظرية التطور؟

لماذا يرفض المتدينين و خصوصا الصلاعمة نظرية التطور؟ كيف للمؤمن أن يرفض شيئا لا يعلم عنه شيء؟ من المنطق أن يدلي الإنسان برأيه في شيء، اذا كان يعلم عن هذا الشيء ما يجعله يحكم بقبوله أو رفضه، و لكن ماذا يعرف المؤمن عن نظرية التطور؟ 

أنا لن اشرح النظرية و ما تقوله، فقد كتب عنها العلماء ما يكفي، و لديك جوجل كي تبحث بنفسك، و لكنني سوف أحاول تبسيط مبدأ النظرية محاولا إظهار جهل و سخافة من لا يقبلها و يحقرها، و في نفس الوقت لا يعلم شيئا عنها. 

نظرية التطور تحاول ربط الحقائق و الأدلة العلمية التي تؤشر أن الحياة على وجه الأرض بدأت من جذور مشتركة و بسيطة و تغيرت و ما زالت تتغير مع مرور الوقت.



طبعاً المؤمن ينتظر الإجابة و البرهان عن كائن شوهد و هو يتطور. سأعطيك هذا المثال البسيط:

خذ دائرة كبيرة (عجل مثلا) و حاول أن تلحق باصبعك الحلقة بعكس عقارب الساعة و لنفترض أنك بدأت من الأسفل. عندما بدأت الحركة، كان إتجاه اصبعك إلى اليمين الافقي، و لكنك بعد ربع الدائرة، ستجد نفسك و كأن اصبعك يتجه إلى الأعلى من الأسفل. الآن تصور أن ربع هذه الحلقة هو ملايين السنين و أن حياتك إنما لمجرد لمحة بصر لا تكاد تُرى بين خطوة و أخرى.

هل لا تصدق أن يدك كانت قد بدأت من الاتجاه الافقي لليمين و أصبحت تتجه نحو الأعلى؟

مثال آخر. خذ نفسك أنت في فترة حياتك. لنفترض أنك و منذ أن أدركت وجودك (في سن السادسة على سبيل المثال) كنت تنظر في المرآة كل يوم في الصباح. ما يتضح لك هو أنك نفس الشخص الذي نظر في المرآة البارحة و هو نفس الشخص الذي سينظر للمرآه غداً. كرر هذه العملية كل أيام حياتك و سوف لن ترى اختلافاً ملحوظاً يومياً و لكنك لو وقفت في سن العشرين أو في الستين لتنظر إلى الخلف، فمن الواضح أنه عبر كل هذه السنين أنك تغيرك كلياً. الآن لك ذقن و شارب و لا يبدو أنك نفس الإنسان الذي رأيته قبل كل هذه السنين! إذا كنت تواجه المشاكل في رؤية نفسك و انت تتغير من طفل لمراهق لرجل و لكهل، فما بالك أن تدخل دماغك نظرية التطور؟


هذا هو المبدأ في نظرية التطور، و محاولة النظر لإيجاد كائن حي من نوع يتحول في يوم و ليلة او في فترة بسيطة إلى كائن آخر هي محاولة فاشلة.

إن الذي يدفع العلماء لتصديق أو لدعم نظرية التطور ليس عاملاً دينياً بل دليل علمي من الجينات الوراثية التي تجمع الكائنات مع بعضها. فنحن نشترك مع قرد الشمبانزي بحوالي ٩٨،٧% من الجينات الوراثية، و فقط ١.٣ بالمائة هي الفارق الذي يفصلنا لهذه الدرجة شديدة. القرود ليست أصل البشر، بل هي الأخرى حيوانات تطورت، و لنا معها نفس الجذور. لم تكن القرود موجودة كي يتطور منها الإنسان. الاكتشافات للمستحثات البشرية القديمة و المستحثات القديمة للقرود تدل ان الجينات الوراثية لهذة الكائنات كانت لها أصلاً مشتركا. و هذه النسبة الضئيلة ١.٣ تقل أكثر و أكثر عندما نرجع الزمن للوراء بملايين السنين
هل تعلم

هل تعلم أن نظرية التطور لا تعني العشوائية؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا تعني الصدفة؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا تعني التحسين؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا تعني و لا تفسر كيف جائت الحياة؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا تعني أن الكائن سوف يتحول من حيوان إلى آخر في حياته؟ يعني لن يتحول الذئب إلى كلب و لن تلد الهرة أسدا؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا تفسر نشأة الكون؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا علاقة لها بالأخلاق أو الأدب؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا علاقة لها بالدين و لا اي آلهة؟ 
هل تعلم أن نظرية التطور لا علاقة لها بالالحاد، و لا الشيوعية، و لا العِرق، أو أي أيديولوجية؟ 

كل ما تعنيه نظرية التطور هو التغيير التدريجي و البطيء بعبور كميات هائلة من الزمن و لطول هذا الزمن بالنسبة للإنسان العادي الذي لا يتعامل يوميا مع هذه الأرقام الهائلة لا يستطيع عقلك البشري تصورها. 

نظرية التطور تحاول ربط المشاهدات و التحليلات للمستحثات و ما بقي من الكائنات الحية بناء على أشكالها، ال DNA إن وجد، البنية، البيئة السكنية للكائن، حتى برازات الكائن المتحجرة و غير المتحجرة، مواقعها الجغرافية و توزيعها، بنية جسمها و عظامها و اسنانها و محاولة معرفة طبيعة أكلها إن كانت آكلة أعشاب أو لحوم، و كل هذا و الكثير من الأدوات و العلوم الأخرى مثل علم كشف الأعمار بواسطة المواد المشعة من الكربون و غيره من النظائر المشعة. كل هذا، يجعل كل من يدرس نظرية التطور يستنتج و بالدليل أن كل الكائنات الحية الموجودة كانت لها اصل مشترك في الماضي السحيق و كانت ابسط مما هي عليه الآن و هي مترابطة بسلسلة رائعة نسميها شجرة الحياة

هذه باختصار شديد هي نظرية التطور و من هنا يأتي سؤالي: لماذا تعارضون نظرية التطور و أنتم لم تقرأوها؟ فقط لأن شيوخكم المهرجين قالوا لكم ذلك؟ و اين عقولكم؟ انتم تصدقون كل هرتلات و مهازل شيوخكم؟ 


No comments:

Post a Comment