Wednesday, April 29, 2015

مجلة الملحدين العرب في حوار مع: البروفيسور فيكتور ستينغر



فيكتور ستينغر؛ بروفيسور فيزياء وفلك متقاعد، في جامعة هاواي وأستاذ فلسفة فخري بجامعة كولورادو. ألّف إثني عشر كتاباً ضمنها أحد الكتب الأكثر مبيعاً لنيويورك-تايمز لعام 2007 بعنوان “الله: الفرضية الفاشلة-كيف أظهر العلم أن الله غير موجود” كتابه القادم والذي تحت الإصدار “الله والأكوان المتعددة: الإنسانية توسع نظرتها للأكوان”. فيكتور ستنيغر قائل عبارة “العلم يطير بك إلى القمر، والدين يطير بك إلى داخل المباني”. ولد البروفيسور فيكتور ستينغر ونشأ في حي الطبقة العاملة في بايون، نيوجيرسي. كان والده مهاجرًا ليتوانيًا وكانت والدته ابنة مهاجر مجري. وقال انه حضر المدارس العامة وحصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية.
هل بإمكانك إخبار القرّاء عن عملك؟
أنا بروفيسور فيزياء متقاعد، ومؤلّف كتب عن العلم والأديان.
متى أصبحتَ مهتمًا بالعلوم؟
عندما كنتُ مراهقًا، ذهبت متحف هايدن لعلوم الفضاء في مدينة نيويورك، فأسَرتني مناظر النجوم في السماء، وقرأت كل ما أستطيع قراءته عن الطاقة النووية، كان عليّ معرفة تلك الظاهرة المذهلة.
متى أصبحتَ ملحدًا وما كان السبب وراء ذلك؟
لا يوجد تاريخٌ معيّن، أدركت بالتدريج سذاجة الإيمان بالإله.
أنت فيلسوف بالإضافة لكونك عالم، لماذا الفلسفة؟
لطالما كنت مهتمًا بالأسئلة الأساسية التي لا يُلقي لها الكثير من العلماء بالاً،  فهم بالعادة ينشغلون ويركّزون على مواضيع دقيقةٍ لأبحاثهم، ونادرًا ما يفكرون بمعاني تلك الأسئلة وانعكاساتها علينا.
اسمك يُحضر لأذهاننا كتاب “الإلحاد الجديد” عمّاذا يتحدث الكتاب؟
 يتحدث الكتاب، كيف أنّ الملحدين الجدد يتخذون جبهةً أقسى وغير متسامحةٍ ضد الأديان أكثر من الملحدين القدامى، رافضين بذلك أن يتأقلموا معهم ويصرّون على كون الدين لعنةٌ على المجتمع والحضارة الإنسانية على مرّ التاريخ.
كتاب الإلحاد الجديد لمؤلفه البروفيسور فيكتور ستينغر
كتاب الإلحاد الجديد لمؤلفه البروفيسور فيكتور ستينغر
عناوين كتبك تبدو من خلالها جد واثقًا من عدم وجود إله مثل: “الإله، الفرضية الفاشلة”، “كيف أثبت العلم أن الإله غير موجود”… وغيرها، هل بإمكانك إخبارنا عن سبب اختيار هذه العناوين؟ وهل هذه مخاطرة؟
 أنا فقط أدلي بهذه التصريحات بخصوص الإله الذي يلعب دورًا مهمًا في الكون؛ كان من المفترض أن يكون قد اُكتشف الآن من خلال ما يفعله، ولكن لعدم رصد أيٍّ من أفعاله يمكننا أن نستنتج “من دون الكثير” من الشك أن هكذا إله غير موجود. الإيمان أمرٌ ساذج، لأنه غير مبنيٍّ على دليل، وغالبًا ما يتناقض مع المشاهدات، فالدين والعلم غير متوافقين، حيث أن العلم يعتمد على الأدلة والمشاهدات أما الدين؛ فهو يفترض وجود قناةٍ لمعرفة الحقيقة خارج العالم المادي. لم تكن العناوين مخاطرةً أبدًا؛ حيث برَّرَتها ما تحتويه الكتب.
لقد دخلت كلية الهندسة في البداية، وأخذت إجازةً في الهندسة الكهربائية، ثم توجهت في الدراسات العليا إلى الفيزياء، الكثير من العلماء العظماء قاموا بنفس الأمر مثل “ديراك” ، هذا يرفع من فضولنا حول السحر الذي يعبق أروقة كلية الهندسة ما الذي جعلك تخطو هذا الطريق؟
كلية الهندسة كانت ما بإمكاني الالتحاق به وتحمّل تكلفته، ولكنّ الفيزياء كانت اهتمامي الأول، عندما حصلت على الإجازة بالهندسة كان باستطاعتي التحول إلى الفيزياء للدراسات العليا بجامعة لوس أنجيليس كاليفورنيا.
هل قمت بأيّة نقاشات مع المسلمين، وما تعليقك بخصوصهم؟ وما الفرق بينها وبين النقاشات مع المسيحيين؟
في الواقع، لا، لم أقم بأيّ نقاشٍ مع المسلمين ولست مهتمًا بذلك، إنّها مضيعةٌ للوقت! بالنسبة  للنقاشات مع المسيحيين؛ لقد ناقشت البعض، لم يكن أيٌّ منهم مهتمًا بنقاشٍ عقلانيٍّ جادّ، لقد كانوا يعلمون الجواب وفقط يبحثون عن نقاطٍ للمجادلة الفارغة.
مثل أيّة أيديولوجية خلقية، الإسلام يروّج لفكرة “التصميم الكوني الدقيق” (التوليف الكوني الدقيق) نودّ منكم توضيح النقطة التالية من وجهة نظر عالِم.
نعلم بوجود مجموعةٍ من الثوابت الفيزيائية، التي تُعتبر” مضبوطةً بشكلٍ دقيقٍ ” كثابت التجاذب الكوني وكتلة الالكترون وغيرهما هذه الثوابت تصف الطريقة التي تعمل بها الفيزياء هل يمكن اعتبارها مصممةً ومضبوطة بحيث تسمح لنا بالنشوء والارتقاء؟ وهل يمكن لمتعضياتٍ ذكيةٍ أن ترتقي في كونٍ ذو ثوابت أخرى؟ إنّ الجواب سيكون شديد التعقيد بالنسبة للقارىء، وسيطول شرحه، باختصار تسميتهم ثوابت هو اختراعٌ بشريٌّ، وجزءٌ من نماذجنا الفيزيائية والرياضية حيث أنّ لقيَمها طيفٌ واسعٌ يمكنها أخذه وتسمح بنشوء متعضياتٍ ذكية.. إنها ليست دقيقةَ الضبط أو مصممة، في الواقع لا دليل عل ذلك قد تكون عشوائية وفقًا لما نعلمه.
كتاب فيكتور ستينغر: مغالطة التوليف الدقيق
كتاب فيكتور ستينغر: مغالطة التوليف الدقيق
الكون يتصرف كالساعة الدقيقة الصنع هل يمكن لهذه العبارة أن تكون دليلاً على صانع أم العكس؟
العبارة ليست صحيحةً، إنّ الكون عبثيٌّ وعشوائيٌّ، إنّ ما قد يظهر من نظامٍ هو صدفةٌ لأ أكثر، من بين الكثير من العشوائية لا يوجد أيّ دليلٍ على خطةٍ أو هدفٍ أو تصميم.
إن أراد المؤمنون إثبات وجود إلههم، ما هو الدليل المقبول؟
بإمكان الإله أن يُظهر وجوده لنا بطرقٍ متعددةٍ لا حصر لها، كإجابة الدعوات، أو إظهار حقائق قابلة التحقق، لا ننسى أنه من المفترض أنّه قد قام بإظهار العديد من المعجزات في الماضي – كما تتدعية الكتب الإبراهيمية – حيث أنه لم يقم بأيّ من ذلك. فلو وُجِد الإله هذا، فإنه حتمًا يختبئ منّا ممّا يجعل منه إلها شريرًا بلا شك. في الواقع، من الصعب أن نستبعد فكرة الإله الشرير والذي هو أكثر اتساقًا مع كل الآلام والمعاناة في العالم من فكرة إله جيد. ولو نظرنا إلى الإله في العهد القديم أو في القرآن لوجدناه بالتأكيد إله الشر.
مبدأ السبيبية نقاش “الحجة الكلامية”[1] الكوني كان دائمًا أداةً قويةً يلوّح بها الخلقيون، محاولين إثبات إلههم هل هذا النقاش مقبول؟ بالأخصّ بعد الكشف عن العالم الكموميّ وتكوين نظرية الكم وما يترافق معها من ظواهر مثل تأثير كازيمير؟ ما هي الحتمية[2] والسببية[3]؟
يفشل نقاش “كالام” في عدة نواحٍ، أولاً، الانفجار العظيم لا يُعدّ شرطًا لبداية كل شيء، ٍ ثانيًا، ليس كل حدثٍ له مسبب، مثل الظواهر الكمومية، القفزات الكمومية[4]، العبورالإلكتروني الذري والتحلل النووي، كلها تحدث من غير مسبّب. الحتمية تقول أن كل حدثٍ هو نتيجةٌ مباشرةٌ لحدثٍ سابقٍ له من غير نتيجةٍ أخرى محتملة أمّا السببية  تقول بأنه لحدثين أن يكون أحدهما سبَب الآخر ، يجب عليهما أن يكونا قريبين بحيث يمكن للمعلومات -و التي تسافر بسرعة الضوء – أن تصل بينهما. بما أن الزمن قابل للعكس لايوجد أي تمييز بين السبب و المسبب على المستوى الدقيق الكمي إن خط الزمن ماضي حاضر، مستقبل هو نتيجة إحصائية في المستوى الكبير الكلاسيكي الذي بدوره يتكون من دقائق – كمات- صغيرة بأعداد هائلة.
فيكتور ستينغر مع مايكل شيرمر
فيكتور ستينغر مع مايكل شيرمر
بحثٌ صغيرٌ خلال الانترنت سيكون كافٍ لتزويد أي خلقيٍّ بمقالاتٍ تحاول تفنيد نظرية التطور، و تنقدها بشكل غير علمي. إن أراد أحدهم أن يقوم بذلك بشكل علمي، ما الذي يجب عليه أن يفعله؟
المشاهدات يمكنها تفنيد النظرية، على سبيل المثال ربما تجد أحافير خارج ترتيب الحمض النووي الزمني ومختلفة بنائيًا عن الترتيب التطوري مثل وجود أحافير عظام للأرانب في العصر البلستوني.
يزعم الخلقيون بأن عقولهم ليست قادرةً على استيعاب كل شيءٍ في الكون وبالتالي لا يمكننا استخدام العلم أو المنطق لإثبات وجود الإله، كيف تردّون على مثل هذ الادعاء؟ وهل فعلًا الفيزياء الحديثة تعتمد على استيعاب عقولنا وحواسنا للكون؟
أولاً، لا يمكنك إثبات أو نفي أيّ شيءٍ يتعلق بالعالم الواقعي باستخدام المنطق وحده، حيث أن أيّ استنتاجٍ منطقيٍّ سيكون مبنيٌّ أساسًا على مسلّماته الأساسية. ثانيًا، بالطبع يمكننا استخدام العلوم لإثبات أو نفي وجود إله، العلوم تتعلق بالمشاهدات والقياس وكما ذكرت سابقًا هذا الإله يُفترض أنه يلعب دورًا هامًا في الكون مما ينتج تأثيرات يمكن مشاهدتها ورصدها.
في كل كينونةٍ فيزيائيةٍ ورياضيةٍ أيضًا هنالك قوانين للحفظ بدونها ليس لهذه الكينونة وجود، الآن لو وجد إله، هل ستكون له قوانين حفظ خاصة بهذا الإله؟ وهل خضوع هذا الإله لهذه القوانين ينافي القوة المطلقة؟
إنّ إله مطلق القدرة، عليه تجاوز أيّ قانونٍ فيزيائيٍّ أو رياضيٍّ، لكننا لم نشهد أيًّا من ذلك، فقوانين الفيزياء لم تُخترق أبدًا بالتالي هكذا إله غير موجود.
“لم يكن هنالك وقتٌ لدى الإله كي يخلق الكون، حيث أن الكون قد أنشأ الزمان نفسه” كيف تعلق على هذه العبارة؟
مفهوم الزمن، الذي نقرأة على الساعات، ليس إلا مفهوماً بشرياً، و ليس ذا أصلٍ فيزيائي. إن الزمن – كبعد – نشأ من انكسار التناظر في الإنفجار العظيم؛ أما القول بأن الزمن كان “صفر” و الكون بدأ من “نقطة شاذة”[5] غير دقيق. حيث أنه النقاط الشاذة ليست إلا كيانات رياضية و ليست فيزيائية. مع نظرية الكم، يجب ألا توجد هكذا نقاط في الكون. لا يوجد دليل على أن الكون الذي نعيش ضمنه هوالوحيد أو يمثل الوجود وحسب.
لقد قدمت في كتبي نموذج (لفيزيائيين آخرين) يبدو من خلاله أن كوننا أتى بواسطة نفق الكم من حقل فراغي غير حقيقي[6] في وقت سابق و هذا السيناريو مكتمل تمامًا رياضيًا، في حين أنّ هذا لا يثبت أن الكون أتى للوجود بالضبط على هذا النحو[7]، فإن المؤمن لديه عبء إثبات أنه لا يمكن للكون أن ينشأ عن طريق السيناريو السابق..
يزعم المسلمون أنّ من يقول بأن الكون ليس نتاجًا لخلق كائنٍ عاقلٍ، يقتضي عليه القول بأنّ الكون نشأ بالصدفة المحضة كيف ترد على هذا الادّعاء؟ وماذا تعني الصدفة المحضة للفيزيائي؟
في الواقع، يمكن ألا يكون قد نشأ “صدفة” ولكنه لم يخلق بشكلٍ خارقٍ للطبيعة، يمكنه أن يخلق بشكل طبيعي كما في السيناريو السابق.
الصدفة المحضة تعني حدثًا غير قابلٍ للتوقع، مثل رمي النرد في الماضي – قبل نيوتن – كان كل شيءٍ خارقٍ للطبيعة، ويحدث بتصرف الإله. بعد ذلك أتت الميكانيكا والكهرومغناطيسية نظرياتٍ ناجحةٍ في تشجيع فكرة أنّ كل شيءٍ قابلٍ للتنبؤ بالمبدأ أو حتمي، ولكن مع مجيء نظرية الكم أظهرت جزءًا من العشوائية وعدم التأكد للعالم الصغير، حيث أنّ التنبؤية هي نتيجةٌ إحصائيةٌ[8] للعشوائية في العالم الكمومي.
ما هي المخاطر المحتملة بتدريس خرافة الخلق بدﻻً من العلم الحقيقي مثل نظرية التطور واﻹنفجار العظيم؟
التطور أساسيٌّ لجميع العلوم اﻷحيائية، من أين سيتعلم الأطباء علم اﻷحياء الذي يحتاجونه من غير التطور؟ المشكلة مع جميع المعتقدات السحرية والتفكير المعتمد على اﻹيمان أنه يمنع المرء من اتخاذ قراراتٍ مبنيةٍ على المنطق والواقع عل سبيل المثال، ما فعله جورج بوش عند احتلاله للعراق قد قال أن الرب قد أمره بذلك، إن كان يوجد أيّ سبب للعرب ليكرهوا الإله فهو ذلك السبب.
فيكتور ستينغر: محاضرة في CalTech
فيكتور ستينغر: محاضرة في CalTech
هاوكينج قال مرةً: الفلسفة قد ماتت، هل تتفق معه؟
ﻻ، نحن نحتاج لفلسفة العلوم لمساعدتنا في معالجة التوافق المنطقي لما لدينا من معرفة و إعطائها مفهومًا إنسانيًا.
هل الفلسفة والعلوم يسلكان طريقين مختلفين في اكتشاف الكون؟ وهل للعلوم ميزةٌ على الفلسفة في هذا اﻷمر؟
ﻻ يوجد أية منافسةٍ بينهما، لكلٍّ منهما دورٌ مختلفٌ عن اﻵخر.
لماذا نحتاج للفلسفة؟
لكي تبقينا صادقين وإنسانيين.
مبدأ اﻷنثروبية، هل هو مبدأٌ علميّ أو نقاشٌ فلسفيٌّ ؟وما هو موقفك تجاه اﻹفراط في استخدامه؟
مبدأ اﻷنثروبية الضعيف بسيط جدًا وبدائي، نحن مصمّمون بشكلٍ دقيقٍ بالنسبة للكوكب الذي نعيش عليه، أمّا المبادىء اﻷنثروبية القوية، فهي غير منطقيةٍ و ليس لديها أيّ دعمٍ ماديٍّ.
بمكانيكا الكم، يبدو أنّ للمراقب دورٌ كبيرٌ في الحاﻻت الكمومية للجمل الكمومية هل المراقب يربطنا بما يسمى “الوعي”؟
المراقب قد يكون حاسبٌ آليٌّ أوأية جهاز، ﻻ دخل للأمر بالوعي.
هل هنالك أسسٌ غير ماديةٍ للوعي، أم أنه مجرد عملٍ للدماغ ؟
لست أعلم أيّة ضرورة لكينونةٍ غير ماديةٍ للوعي.
نظريات اﻷوتار ومنها نظرية (إم) جذابةٌ جدًا لمن يهتمون بالفيزياء، جمالها الرياضي وقوتها ﻻ تضاهيان! هل بإمكانها أن تستبدل فرضية اﻹله؟
أتنبأ بأن نظريات اﻷوتار ستموت. البيانات من مسرع الهيدرون الكبير بدأت بجعل فروضهم أقل احتماليةً بمطابقة التجارب، سأُسعد برؤيتهم يذهبون ﻷنني ﻻ أرى الكون معقدًا بمستوى نظريات اﻷوتار.
ذُكر في كتاب التصميم العظيم لهاوكينج وملوديناو[9] تشبيهًا سأقوم بتلخيصه: «لو أخذنا المنظور الخاص للعالم لسمكة زينةٍ في حوضٍ دائري الجوانب، يمكننا ملاحظة أن العالم سيأخذ شكلاً مختلفًا، على الرّغم من ذلك، سيكون بإمكان سمكة الزينة نصّ قوانين للحركة “لو كانت ذكيةً كفايةً طبعًا” ستكون تلك القوانين معقدةً بالنسبة لعالمنا ولكنها مكافئةٌ لها»يبدو أنه ﻻ يوجد طريقةٌ لمعرفة ما إذا كانت قوانينا تصف الحقيقة المطلقة أو لا، ربما نحن أيضًا نستقبل صورةً مشوهةً للكون، هل تمكننا الفيزياء من معرفة الحقيقة المطلقة؟وهل فعلاً يوجد ما يسمى بالحقيقة المطلقة؟
لا يوجد طريقةٌ تمكننا من معرفة ما إذا كانت نماذجنا لها علاقةٌ مباشرةٌ بالحقيقة المطلقة “إن وجدت” كل القوانين ما هي إلا اختراعاتٍ بشريةٍ لنمذجة المشاهدات.
ما مدى قوة واعتمادية الفيزياء الحالية في وصف الكون؟
إن القوانين تصف ما نشاهده لحدّ الآن، أنها أفضل ما لدينا.
فيكتور ستينغر
فيكتور ستينغر برفقة مجموعة من العلماء والمفكرين في نقاش حول أصول الكون
متى كانت أول مرةٍ عرفت فيها بوجود ملحدين عرب؟ وهل قابلت أيّا منهم شخصيًا؟
لا، إنها أول مرة أسمع بكم من هذه المقابلة.
ماذا يُخفي المستقبل بنظرك للملحدين واللادينين العرب؟
لا يمكنني التنبؤ ولكني أخّمن بأنّ مشواركم سيكون طويلاً وصعبًا، اتخذوا الحيطة والحذر.
هل يمكننا مقارنة الوضع العربي الإسلامي بالعصور الأوروبية المظلمة؟
إن العالم الناطق بالعربية، كان مركزًا للعلم بالنسبة لأوروبا في عصورها المظلمة، وقد حفظ ونقل العلم القديم ولكن الدين تحدّاه أيضًا و قد تراجع عندما تنوّرت أوروبا بفضل الثورة العلمية. أستطيع رؤية بوادر للتحضر والتقدم، ولكن أوروبا وأمريكا ليستا بالضرورة المثل الذي يجب الاقتداء به.
رسالةٌ تودّ أن توجّهها للملحدين واللادينين العرب
لا تهدّدوا بشكلٍ مباشرٍ معتقدات الغير، فقط قوموا بالتركيز على العلم والمنطق وبالأخص التفكير الناقد، كل هذا يمكنه أن يتمّ خارج أطر الدين. على سبيل المثال، إن طلب المدرّس من الطلبة مقالة عن التغيّر المناخي، على المدرس أن يلزمهم بالتوثيق العلمي لمقالاتهم بدلاً من الآراء أو النصوص من منطلق السلطة. عندما يحضر التفكير الناقد الدين سيتخلخل و يتلاشى.
أجرى الحوار: Lisa Rene وعلي النجفي

الهوامش:

[1] كالام أو الحجة الكلامية: هي إحدى أنواع الحجج الكونية في الدلالة على وجود خالق. وتفترض هذه الحجة بأن للكون بداية, وبما أنه للكون بداية, فلا بد أن يكون هنالك أسباباً لبداية وجود الكون, ويتوجب على السبب الأول بأن يكون الخالق.
[2] Determinism
[3] Causality
[4] القفزات الكمومية: quantum fluctuations اضطرابات في الحقول الكمومية، عبارة عن جسيمات تنشأ و تختفي من الفراغ من غير سبب.
[5] نقطة شاذة ، نقطة معينة لا يمكن دراسة تغير الجملة الفيزيائية، لأنها غير معرفة رياضيا أو غير قابلة للإشتقاق. لا نهائية أو متناهية. Singularity
[6] ظاهرة النفق الكمومي من حقل غير حقيقي : ظاهرة فيزيائية يظهر تأثيرها من خلال القفزات الكمومية و تأثيركازيمير. الظاهرة يمكن تلخيصها أن الكمات – جسيمات دقيقة- يمكنها العبور من حقل فراغي ذو طاقة وضع مرتفعة – فراغ غير حقيقي- إلى حقل آخر ذو طاقة وضع أقل –فراغ حقيقي – دون المرور بحاجز الطاقة بينهما.
[7] بعد استبعاد النقاط الشاذة يجب أن يكون الكون قد بدأ من – كمة- بالتالي يمكن –نظريا- تطبيق مكيانيكا الكم عليه
[8] بما أن الأحداث الكمومية تحجث لعدد هائل من الدقائق و لمرات عديدة بالتالي الإحتمالات تظهر نمطا بعدمدة زمنية معينة
[9] Hawking, S.and Mlodinow L. (2011). The grand design. Random House Digital, Inc.. p:39

No comments:

Post a Comment