Thursday, April 9, 2015

الانحياز الإدراكي وعرقلة التّفكير العقلاني





بقلم عبدلله الحسين
العدد الخامس عشر من مجلة الملحدين العرب
لا شك أن الدماغ البشريّ قادرٌ على إنجاز ما يزيد على 10^16 (عشرة ملايين مليون) عمليةٍ حسابيةٍ في الثانية الواحدة على الأقل(1)، مما يجعله متفوقًاً بشكلٍ كبيرٍ على أي جهاز حاسوبٍ على الإطلاق؛ ولكن هذا لا يعني أن أدمغتنا خاليةٌ من العيوب والمُحددات التي تقلّل من كفاءتها، فما هي هذه العيوب والمُحدّدات؟
يمكن لآلةٍ حاسبةٍ متواضعة التعقيد حل المسائل الرياضية أفضل بآلاف المرات منّا، كما أن ذاكرتنا غالبًا ما تكون أقل أداءً مما نتوقع مما يجعل منّارهنًا للانحيازات الإدراكية، كما أن تلك الأخطاء تعرقل تفكيرنا وتنتهي بنا لاتخاذ قراراتٍ مشكوكٍ في صحتها، كما تدفعنا للتوصل إلى استنتاجاتٍ خاطئة؛ إذ أنّ هناك العشرات من أنواع الانحياز الإدراكي، وسنقدم لكم بعضًا من الأنواع الأكثر شيوعًا والتي لربما تحتاجون إلى معرفتها.
قبل أن نبدأ، من المهم التمييز بين الانحياز الإدراكي Cognitive Bias والمغالطة المنطقيةLogical Fallacy ، فالمغالطة المنطقية هي الخطأ في بناء الحجج المنطقية، ومن أنواعها، الشخصنة Ad Hominems Attacks ، والمنحدر الزلقٍ (2) Slippery Slops ، والاستدلال الدائري (3) Circular Reasoning، والتوسل بالقوة (4) Argumentum Ad Baculum ، الخ؛ أما الانحياز الإدراكي فهو نقصٌ حقيقيٌ أو قيودٌ في تفكيرنا، أي أنها تعتبر خللاً في الحكم الذي ينشأ من أخطاء الذاكرة، أو الإسناد الاجتماعي، أو الحسابات الخاطئة، مثل الأخطاء الإحصائية أو الشعور الزائف باحتمال أمر ما.
يعتقد بعض علماء النفس الاجتماعيّ بأن الانحياز الإدراكيّ قد يساعدنا في التعامل مع المعلومات بصورةٍ أكثر كفاءة، وخاصة في الحالات الخطرة، ولكنها غالبًا ما تقودنا لارتكاب أخطاء جسيمة؛ إذ قد نكون عرضةً لمثل هذه الأخطاء في إصدار الأحكام، وبالرغم من ذلك، علينا أن نكون على درايةٍ بأنواع الانحياز الإدراكي على الأقل وأن نأخذها بعين الاعتبار.
الانحياز التأكيدي (انحياز الموافقة)Confirmation Bias
10171035_639535952806942_5950710170220772843_n
غالبًا ما نحب الاتفاق مع الناس الذين يتفقون معنا، ومن المظاهر التي تدل على ذلك هو أننا نرغب بزيارة المواقع الإلكترونية التي تعبر عن الآراء السياسية أو الفكرية التي نتفق معها، كما أننا في الغالب نحب التواجد مع الأشخاص الذين يحملون وجهات نظرٍ وأذواقًا مشابهةً لتلك التي لدينا؛ ويترتب على ذلك أننا نميل إلى الابتعاد عن الأفراد والجماعات ومصادر الأخبار التي تفقدنا الشعور بالارتياح والأمان حول وجهات النظر الخاصة بنا.
يسمي عالم النفس السلوكي بوروس فريدريك سكينرB. F. Skinner هذه الظاهرة بالتنافر الإدراكي (5) Cognitive Dissonance، حيث يمكن اعتبارها سلوكًا تفضيليًا يقودنا إلى الانحياز التأكيدي، وهو فعلٌ لا واعٍ يدفعنا إلى الاعتداد بوجهات النظر التي تغذي وجهات النظر الموجودة لدينا مسبقًا؛ ويترتب على هذا الفعل رفض وتجاهل الآراء الأخرى مهما كانت صحيحة، وذلك لأنها تخالف نظرتنا إلى العالم، ومن المفارقة أن الانترنت قد زاد من مظاهر هذا الانحياز.
الانحياز الجمعي Ingroup Bias
يشبه الانحياز الجمعيالانحياز التأكيدي إلى حدٍ كبير، حيث يُعد مظهرًا من مظاهر النزعات القبلية الفطرية، والغريب في الأمر أن الكثير من هذا الانحياز له علاقة بهرمون الأوكسيتوسين الذي يسمى أيضًا بـ “جزيء الحب”؛ حيث أن هذا الناقل العصبي يساعدنا على إقامة روابط أكثر قوة مع الناس في جماعتنا، ولكنه يعطي تأثيرًا عكسيًا بالنسبة لعلاقتنا مع الغرباء(6)، إذ أنه يجعلنا مشككين فيهم، ومرتابين منهم حتى أن الأمر قد يصل بنا إلى ازدراء الآخرين ورفضهم(7)؛ كما ان الانحياز الجمعي قد يجعلنا نبالغ في تقدير قيمة مجموعتنا على حساب الآخرين.
مغالطة المقامرGambler’s Fallacy
بالرغم من أنها تدعى مغالطة، لكنها أقرب إلى نوعٍ من الخلل في طريقة تفكيرنا؛ حيث أننا نميل إلى الاعتماد على الأحداث السابقة في توقع خط سير الأحداث المستقبلية، وكمثالٍ كلاسيكي على هذا الانحياز الإدراكي، دعونا نأخد عملية رمي العملة النقدية، فإذا قمنا برمي العملة في الهواء خمس مرات متتالية، ثم كانت النتيجة “صورة” في كل المحاولات الخمس، فسيتكون لدينا نزعة للتنبؤ بزيادة في احتمال أن المحاولة السادسة ستفضي إلى ظهور “كتابة”، هذا مع أن الاحتمالات يجب أن تكون بالتأكيد في صالح نتيجة “صورة”؛ ولكن في الواقع أن الاحتمالات لا تزال 50/50، وهذا ما يؤكده علم الإحصاء، لأن كل تجربة رمي للعملة هي تجربة مستقلة عن التجربة السابقة والأحتمال لا يزال 50% لكلا وجهي العملة.
ومن الجدير بالذكر، أن هناك أيضًا انحيازًا مشابهًا يدعى انحيار التوقعات الإيجابية، والذي غالبًا ما يغذي لدينا إدمان المقامرة (8)؛ حيث يتوّلد لدينا شعورٌ بأن حظنا لابد أن يتغير في نهاية المطاف، وأن الحظ الجيد لربما يقف على عتبة الباب، كما أن لهذا الشعور علاقة بمغالطة “اليد الساخنة”، ومن الأمثلة على هذا الاعتقاد الخاطئ أن العلاقة العاطفية الجديدة ستكون أفضل من التي سبقتها.
تبرير ما بعد الشراء Post-Purchase Rationalization
هل تذكرون أنكم اشتريتم يومًا شيئًا لا لزوم له على الإطلاق أو شيئًا مليئًا بالعيوب أو حتى شيئًا غالٍ بشكلٍ كبير، ومن ثَمَّ أقنعتم أنفسكم بأن عملية الشراء كانت صفقة رابحة جدًا؟ نعم! وهذا ما يسمى تبرير ما بعد الشراء، وهو نوع من الانحياز لأنفسنا الذي يجعلنا نشعر بالارتياح بعد اتخاذ قراراتٍ غبية، وخاصةً لحظة الدفع عند أمين الصندوق؛ حيث تُعرف هذه الظاهرة أيضًا باسم متلازمة ستوكهولم الشرائية، حيث أنها وسيلة لا شعورية لتبرير مشترياتنا، وخاصة المكلفة منها، ويقول علماء النفس الاجتماعي أن هذه المتلازمة تنطلق من مبدأ الالتزام؛ أي أنها رغبة نفسية للبقاء في حالة من التوافق مع الذات وتجنب حالة من التنافر الذاتي الإدراكي(9).
إهمال الاحتمالية Neglecting Probability
إن عددًا قليلًا جدًا منا لديهم تخوّف من ركوب السيارة والذهاب بجولةٍ فيها، ولكن الكثير منا يشعرون بالخوف العظيم في التنقل عن طريق الطائرة التجارية التي تطير على ارتفاع 35 ألف قدم؛ فمن الواضح تمامًا أنّ السفر بالطائرة عملٌ غير طبيعيٍ بل وشديد الخطورة، لكن الغالبيةَ منّا يعلمون أنّ احتمال الوفاة في حادث سيارة أكبر بكثير من الوفاة في حادث تحطم طائرة؛ إحصائيًا، يموت شخص واحد من كل 84 شخص في حوادث المركبات، بينما يموت شخص من بين خمسة الآف شخص في حوادث الطائرات (10)، كما أن هناك مصادرًا أخرى تشير إلى أن شخصًا واحدًا يموت من بين 20 ألفًا (11) في حوادث الطائرات، ويشابه هذا النوع من الانحياز طريقة تفكيرنا في الاحتمالات التي نقلق كثيرًا بشأنها مثل تعرّضنا للقتل في الأعمال الإرهابية وعدم القلق من شيء أكثر احتمالاً بكثير، مثل السقوط على الدرج أو التسمم الغذائي العرضي.
هذا ما يسميه عالم النفس الاجتماعي كاس صنستاين Cass Sunstein بإهمال الاحتمال – أي عدم قدرتنا على الفهم الصحيح لمعنى الخطر والمخاطرة – وهو غالبًا ما يؤدي بنا إلى المبالغة في التخوف من الأنشطة غير المؤذية نسبيًا، في حين يجبرنا على القيام بأكثر منها خطورة.
انحياز الانتقاء الرّصدي Observational Selection Bias
إن الانحياز الانتقائي الرصدي هو التأثير الذي يظهر لدنيا فجأةً عندما نبدأ بملاحظة وجود شيءٍ معين أكثر من ذي قبل، لكننا نفترض أن ظهور هذا الشيء قد ازداد، وخير مثال هو ما يحدث لنا بعد أن شراء سيارة جديدة؛ إذ نبدأ لسبب غير مفهوم برؤية نفس نوع السيارة في كل مكان تقريبًا، وهناك أيضًا تأثير مماثل يحدث للنساء الحوامل اللواتي يبدأن بملاحظة وجود الكثير من النساء الحوامل من حولهن، كما ينطبق هذا الانحياز على رقمٍ فريدٍ أو أغنيةٍ معينةٍ، لكن في حقيقة الأمر أنّ تلك الأشياء لا تظهر بشكل متكرر، إذ أننا قمنا لسبب ما بتحديد ذاك الشيء في أذهاننا، وبالتالي، لاحظنا ذلك بشكل أكبر.
إن هذا الانحياز سببه أنّ معظم الناس لا يميزونه على أنه انحياز انتقائي، بل يعتقدون فعلاً بأن تردد ظهور هذه العناصر أو الأحداث يزداد، وهو ما قد يكون شعورًا مقلقًا جدًا؛ إذ أنّ هذا النوع الانحياز الإدراكي يساهم في تصاعد الشعور بأن ظهور أشياء أو أحداث معينة بشكل متزايد لا يمكن ان يكون مجرد مصادفةٍ على الرغم من أنه مصادفةٌ فعلاً.
انحياز الوضع الراهن Status-Quo Bias
10258116_639536199473584_278451386689258267_nيميل الناس إلى التخوف من التغيير، وهذا ما يقودنا غالبًا إلى تفضيل الخيارات التي تضمن بقاء الأمورعلى حالها أو اختيار التغيير بأقل قدرٍ ممكن، ومما لا شكَّ فيه هذا النوع من الانحياز له مظاهرٌ كثيرةٌ في كل شيءٍ من السياسة إلى الاقتصاد؛ إذ أننا نود التمسك بالروتين اليومي، والأحزاب السياسية، والوجبات المفضلة لدينا في المطاعم، لكنّ الجزء السلبي التدميري من هذا الانحياز هو افتراضٌ غير مبرر؛ إذ أنه يجعل من الخيارات الأخرى أقل شأنًا ويجعلنا ننظر إليها على أنها خيارات خاطئة بالضرورة، كما يمكن تلخيص انحياز الوضع الراهن بعبارة: “إن كان هذا الشيء يعمل، فلا داعٍ لإصلاحه”.
انحياز التفكير السلبي Negativity Bias
يميل الناس إلى إيلاء الكثير من الاهتمام للأخبار السيئة، وليس ذلك لمجرد أننا مهووسون؛ إذ أن لدى علماء الاجتماع نظريات تقول بأننا نختار أن ننظر للأخبار السلبية على أنها أكثر أهمية، وذلك بسبب رغبتنا في الانتقاء السلبي، كما نميل أيضًا إلى إعطاء ذلك النوع من الأخبار مصداقيةً أكبر، ويعزى السبب في أننا نشتبه في صحة الأخبار الجيدة أو ربما نمَلُّ من سماعها.
نحن اليوم أكثر عرضة لخطر الخوض في السلبيات على حساب الخبر السار حقًا؛ إذ يقول ستيفن بينكر Steven Pinker في كتابه “الملائكة الأفضل في طبيعتنا: لماذا يقل العنف”(12) The Better Angels of Our Nature: Why Violence Has Declined إن الجريمة، والعنف، والحرب، والمظالم الأخرى آخذةٌ في الانخفاض بصورةٍ مطردة، ومع ذلك فإنّ معظم الناس يقولون بأن الأمور تزداد سوءًا، ولربما يكون هذا خير دليل على وجود انحياز التفكير السلبي.
تأثير القطيع (تأثير القافلة) Bandwagon Effect
cognitivebiasفي بعض الأحيان قد نحب أنْ نتماشى مع التيار الذي يتحرك الجميع باتجاهه على الرغم من أننا قد لا نكون واعين لذلك، إذ عندما تبدأ الجماهير بتشجيع الفائز أو الفريق المفضلّ لديها، يتوقف العقل الفردي عن العمل، ويتحول إلى حالة “التفكير الجمعي”، كما أنه ليس من الضروري أن يكون الحشد كبيرًا، بل يمكن أن تشمل مجموعات صغيرة، مثل الأسرة أو حتى مجموعة صغيرة من زملاء العمل أو الأصدقاء؛ حيث أن تأثير القطيع هو ما يجعل السلوكيات والمعايير الاجتماعية تنتشر بين مجموعات الأفراد في كثيرٍ من الأحيان، بغض النظر عن الأدلة أو الدوافع، كما أن هذا هو السبب الذي يعيب استطلاعات الرأي غالبًا، لأنها يمكن أن تقود وجهات نظر الأفراد، كما أن الكثير من الأسباب لهذا الانحياز لها علاقة في الرغبة بالتناسب والتطابق، كما تبين تجارب آش الشهيرة المتعلقة بالتطابق (13) Asch Conformity Experiments.
انحياز الإسقاط Projection Bias
بما أننا أفراد محاصرون داخل عقولنا طوال الوقت، فإنه غالبًا ما يكون من الصعب بالنسبة لنا أن نعرف ما هو خارج حدود وعينا وتفضيلاتنا؛ إذ نميل إلى افتراض أن معظم الناس يفكرون مثلنا تمامًا، وهذا ما يدفعنا لإسقاط صفاتنا وطريقة تفكيرنا عليهم، على الرغم من عدم وجود أي مبرر لذلك، ولهذا القصور الإدراكي علاقة بتأثيرٍ معروفٍ باسم الانحياز الخاطئ للإجماع(14) False Consensus Bias، حيث نميل إلى الاعتقاد بأن الناس يفكرون مثلنا، بل ويتفقون معنا أيضًا، ويعود هذا الانحياز إلى أننا نرغب في إقناع أنفسنا بأننا نموذجيون أو طبيعيون، فنفترض أن هناك إجماعًا في الرأي بشأن مسألة ما، حيث قد لا يكون هناك أي إجماع، وعلاوة على ذلك، فإنه يمكن أيضًا لانحياز الاسقاط خلق تأثيرٍ على مجموعةٍ راديكاليةٍ أو متطرفة، فتجعلهم يعتقدون أن الناس يتفقون معهم، وهو ما يخالف الأمر في الواقع، كما يمكن لانحياز الإسقاط خلق ثقةٍ مبالغٍ فيها عندما نتوقع الفائز في انتخابات أو مباراة ما(15).
انحياز اللحظة الراهنة The Current Moment Bias
نواجه نحن البشر وقتًا عصيبًا في تخيل أنفسنا في المستقبل و ما يترتب عليه من تغيير لسلوكاتنا وتوقعاتنا؛ إذ أنّ معظمنا يريد المتعة في اللحظة الراهنة، في حين يفضل ترك الألم لوقتٍ لاحق، وهذا هو الانحياز الذي يقلق الاقتصاديين، إذ يعد عدم استعدادنا للترشيد في النفقات وتوفير المال مثلًا على ذلك، كما يقلق الأمر الأطباء أيضًا، ففي عام 1998 أظهرت دراسة (16) أنه عند اتخاذ الخيارات الغذائية للأسبوع القادم، اختار 74٪ من المشاركين الفاكهة، لكن عندما كان الخيار متعلقًا بنفس اليوم، اختار 70٪ منهم الشوكولاته.
أثر المرساة Anchoring Effect
ويعرف أثر المرساة أيضًا باسم فخ النسبية، ويعبّر هذا هذا المفهوم عن التوجه للمقارنة بين عدد من الأشياء ضمن نطاق مجموعةٍ محدودة، ومن الأمثلة عليه أنه عندما ندخل إلى متجر لبيع الملابس، فنحن نميل إلى أخذ الفرق في السعر بين القطع المعروضة في المتجر بعين الأعتبار فقط، مهملين بذلك السعر الإجمالي على مستوى السوق، وهذا هو السبب في أن بعض قوائم الطعام في المطاعم تعرض أطباقًا مكلفةً للغاية، في حين أنها تشمل أيضًا على أطباق بأسعارٍ معقولةٍ ظاهريًا، وهذا هو السبب، في إننا نميل إلى اختيار الخيار الأوسط (17).
الهوامش:
1- http://www.frc.ri.cmu.edu/~h…/book97/ch3/retina.comment.html
2- “وتسمى أيضًا بمغالطة أنف الجمل، وهي الاعتقاد بأن فعلاً ما، سوف يجر وراءه سلسلة محتومة من العواقب التي تنتهي بنتيجة كارثية.” — المغالطات المنطقية، عادل مصطفى
3- http://www.iep.utm.edu/fallacy/#CircularReasoning
4- http://www.fallacyfiles.org/adbacula.html
5- http://www.simplypsychology.org/cognitive-dissonance.html
6- http://www.sciencemag.org/content/328/5984/1408.short
7- http://www.pnas.org/content/108/4/1262.short
8- http://www.sas.upenn.edu/~baron/journal/06001/jdm06001.htm
9- http://www.jstor.org/discover/10.2307/3150288…
10- http://well.blogs.nytimes.com/…/31/how-scared-should-we-be/…
11- http://www.livescience.com/3780-odds-dying.html
12- http://www.amazon.ca/The-Better-Angels-Our-Nat…/…/0670022950
13- http://psychology.about.com/…/classicpsych…/p/conformity.htm
14- http://psycnet.apa.org/journals/bul/102/1/72/
15- http://link.springer.com/article/10.1007%2FBF00987179…
16- http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9831521
17- http://bps-research-digest.blogspot.ca/…/people-prefer-midd…
-------------------
www.arabatheistbroadcasting.com/essay/042730253484

No comments:

Post a Comment