Thursday, June 11, 2015

تاريخ الكائنات الدينيه الطائره (1) الحكيم البابلي

تاريخ الكائنات الدينيه الطائره (1)

الحكيم البابلي 

التاريخ يقول ويشرح ويُثبِت لنا بأن البشر ومنذُ بدايات ظهورهم الأول على مسرح الأحداث التأريخية كانوا ميالين ومُغرمين بإختلاق وتأليف وترويج الحكايات والقصص والأساطير والخرافات الخيالية الوهمية الطفوليه عن وحوش وتنانين وهولات وكواسر أسطورية وَصَلَنا منها الكثير جداً عبر تأريخ الشرق الأوسط وغيره. والحق هي قصص مُشوقة ومُنشطة للخيال البشري الذي لا حدود له، ولا زال البشر يؤلفون وينسجون كل ما هو غريب وخيالي وحتى مُرعب لحد اليوم من خلال تأليف القصص ذات الخيال العلمي اللا واقعي ونشرها وتحويلها إلى أفلام سينمائية تتناول كل ما هو وهمي ومُخيف وغيرمألوف!. 


لكن الفارق الوحيد بين الأمس البعيد واليوم هو أن بشر اليوم يؤلفون هذه القصص المُثيرة من أجل التسلية والإبداع ولقمة العيش، ولا أحد منهم يُصدق ما جاء في القصة أو الفلم من غيبيات وكوابيس ومزاعم ومبالغات غير واقعية أو منطقية لا يعقلها غير الفكر المتواضع جداً، بينما في الأمس التأريخي البعيد وفي قديم الزمان كان البشر يُصدقون ما يَختلق ويؤلف خيالهم من أمورغيرحقيقية ولا يوجد أي دليل على حقيقة حدوثها. 
والمثير للسخرية حقاً أن البشر أدخلوا بعض تخاريفهم وأوهامهم تلك في أديانهم الأرضية التي سموها (سماوية و توحيدية ومُقدسة)، لإعطائها الصُبغة الشرعية، وإختلقوا لها حجج تبدو واهية جداً للعقل العلمي المُعاصر، حيث لا يستطيع أن يُبرهن على صحتها أحد اليوم!، وهكذا .. عَبَدوا ما إختلق فكرهم من خياليات والفانتازيات وأوهام وكوابيس، والأدهى أنهم حاسَبوا وحاكَموا وعاقبوا وبطشوا بكل من لم يُصدق بها، أو سار عكس تيارها وخرج في طيرانهِ عن سربها، ولا زالوا يفعلون!!.

أغلب البشر، ومنذُ بداية تأريخ الجنس البشري، حلموا وتمنوا وإشتهوا أشياء كثيرة لم يكن بإمكان قدراتهم البشرية نيلها أو تحقيقها، وأولها كانت فكرة (الطيران) والتحليق في الفضاء اللا متناهي الذي كان يعني لهم عالَماً رَحِباً لا حدود له، لدرجة أنهم تصوروا دائماً بأن هناك في الأعالي قوى جبارة هي التي أوجدتهم وهي التي تتحكم في أقدارهم وطوالعهم ومصائرهم!، وحددوا مكانها .. (فوق) في الأعالي الغامضة!. ولهذا حلموا دائماً ب (الجِناح) الذي تمتلكه الطيور، لأنه الأداة الإرتقائية الأولى والوحيدة التي كانوا يعرفونها ويُدركون أهميتها ومدى حاجتهم لها في تلك الأزمنة البعيدة الغابرة. لِذا نظروا إلى الطيور، وخاصةً الجبار منها نظرة إعجاب ورهبة، وأعطوا لبعضها القدسية، لا بل عبدوا الكثير منها!، حيث كانت الطيور تعني بالنسبة لهم (ألإرتقاء والقوة والمجد)،

ولا تزال بعض الطيور الجبارة تُستَعمَل لحد اليوم كشعارات للشركات التجارية (Logo)، كذلك تُستعمل كرموز وشعارات لبعض دول المُعاصِرة، كونها تعني القوة والتحرر والإنعِتاق في سماء لا متناهية غامضة أراد الإنسان أن يصل لها لألف سبب. لِذا وضعوا تلك الرموز والشعارات فوق أعلامهم وراياتهم ودروعهم وخوذهم وقِلاعهم وأدوات منازلهم وأيقوناتهم ... الخ، لأن مخيالهم البشري المتواضع صَوَرَ لهم أن هذه الطيورعلى مقربة من عالَم الآلهة (الفوقي) أوهي واسطة نقل وتواصل بين الخالق والمخلوق!!!!

(أغلب) الكائنات الدينية الطائرة التي تم تخيلها وخلق نماذج لها في الأديان القديمة والحديثة على حد سواء كانت مُشتقة من (الثور والحية والحصان) والبراق 

بيليروفون الاغريقي وبيغاسوس الحصان الطائر

No comments:

Post a Comment