Wednesday, June 17, 2015

زعيم الملحدين المصريين: أعدادنا بالملايين ونسعى لـ"دولة علمانية"

أيمن رمزى يتحدث على هامش مؤتمر الكنيسة لـ"مواجهة الإلحاد"

 twitter35 Google +2  517

الثلاثاء 16-06-2015| 05:27ص
الناشط الملحد أيمن رمزي بطرس
روبير الفارس
الطفل العربي «يرضع عقيدة أبيه» ويتغذى على «لبن مغموس بالدين»
أرفض مصطلح «الإلحاد» وأستخدم وصف «الذين يتخذون موقفًا من الأديان»
رجال الدين «الشرارة الأولى» للبعد عن «الرب».. ولا أهتم بـ«ندوة الكنيسة» عن «مواجهة الإلحاد»
يبدأ اليوم، مؤتمر «مجلس كنائس مصر» الذى يعقد تحت عنوان: «الكنيسة تواجه الإلحاد»، بكنيسة العائلة المقدسة «الجيزويت»، بمنطقة الفجالة فى القاهرة. وارتباطًا بالمؤتمر - الذى نشرت «البوابة» أوراقه فى وقت سابق - تحاور «البوابة» الناشط الملحد أيمن رمزى بطرس، المعروف بـ«زعيم الملحدين المصريين»، حيث يتحدث عن تجربته مع الإلحاد، ورأيه فى مؤتمر الكنيسة.
فى البداية، أعرب «أيمن» عن رفضه لمصطلح «الإلحاد» حيث يستبدله بعبارة: «الذين يتخذون موقفًا من الأديان» عند الحديث عن الملحدين، ويقول: «فى عالمنا الشرق أوسطى أرفض تمامًا مصطلح الإلحاد، لأن الطفل منذ ميلاده يتم تَحديد فصيلة دمه بِناء على معتقدات والديه، والقوانين تشجع ذلك مِن خلال فرض دين الأب».
ويضيف أنه وصل إلى معتقداته الحالية بعد دراسات لسنوات طويلة مضت، حيث توصل إلى أن الأديان تَزدرى بعضها بعضًا، كما أنها تزدرى الإنسان الذى لا يؤمن بها.
■ بداية.. لماذا ترفض مصطلح «الإلحاد» وتستخدم وصف «الذين يتخذون موقفًا من الأديان» عند الحديث عن الملحدين؟
- فى عالمنا الشرق أوسطى أرفض تمامًا مصطلح الإلحاد، لأن الطفل منذ ميلاده يتم تَحديد «فصيلة دمه» بِناء على معتقدات والديه، والقوانين تشجع ذلك مِن خلال فرض دين الأب، وإذا اختلف دين الأب عن دين الأم يفرضون على الرضيع قبل بدء رضاعته «الدين الأعلى»، والأفضل فى أوراقه الثبوتية، وتأتى بعد ذلك مرحلة «تغذية الرضيع الجاهل الأعمى الأصم الكسيح» بـ«هرمونات وبروتينات وفيتامينات عقيدة الأسرة»، مِن خلال فرض تعليم هذه العقيدة فى مناهج التعليم.
وهكذا يَرضع الرضيع الشرق أوسطى لبنًا مغموسا بالدين، ويَشرب ماء له طعم ورائحة ولون عقيدة أمه وأبيه ومدرسته، دون أن يَعرف أو تتاح له أى مصادر لمعتقدات أخرى، أو تعاليم للشعوب المحيطة به.
■ كيف تتعامل مع طفلتك الصغيرة؟
- طفلتى لم تعد صغيرة، فالأجيال الآن تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعى فى تلقى المعرفة وتصحيح مفاهيم الآباء.. سبحان وسائل المعرفة الحديثة من إنترنت ووسائل تواصل مع الأمم المتقدمة الراقية التى رَفَضت خرافات المعتقدات التى رضعتها أنا سابقًا.. طفلتى مع «النت» لم تعد صغيرة مع حرية المعرفة المُتاحة بسهولة، بل يخطئ مَن يتعامل مع أطفاله أنهم ليسوا هم المعلمين له.
مصيبة مدارسنا وجامعاتنا أن المعلمين أصبحوا أكثر جهلًا مِن تلاميذهم.. اصحوا يا بشر، واعلموا أن الأجيال الجديدة قد سبقتكم فى كل شيء، وقريبًا سيتعاملون مع خرافات معتقداتكم كما يتعاملون مع فيروسات الكمبيوتر القديمة فهى سهل التخلص منها نهائيًا، وعقول أطفالنا سبقتنا بفضل تراكم المعرفة، والوعى بقلة قيمة ما نعلمه لهم أمام ما يشاهدونه فى الدول الراقية المتقدمة.
■ كيف تقبلت زوجتك موقفك؟
- هذه مشكلة لدى كنيستكم المصرية، ولدى مسجدكم العربى، أن الزوجة بالنسبة للزوج هى جزء مِن المَتاع، ولا تزال حتى فى الكنيسة المصرية ناقصة عقل ودين وأهلية، ولا تزال فى الكنيسة والمسجد نجسة كالكلب الأسود والحمار الذى ينقض الوضوء.
النساء لديكن يجب أن يصمتن عن التعليم وعن القيادة، لأن رأس الكنيسة هو «يسوع الذكر»، فكذلك رأس النساء أزواجهن الذكور.. أليس هذا تواصل للفكر الذكورى المتغلغل والصانع لقيادة مجتمعاتكم التى تزدرى نصف المجتمع؟
لا تزالون تتعاملون مع زوجاتكم، كـ«وعاء» لتلقى حيواناتكم المنوية بِناء على توافقها العقائدى معك كـ«ذكر» واهب الحياة لهذا الوعاء.
وما كتبته الكنائس فى مشروع قانون الأحوال الشخصية هو تأكيد وترسيخ لحقيقة أن هناك مئات الآلاف تعلن صراحة أخذها موقفًا مِن هذه الكنائس وتعاليمها وعقائدها.
■ هل وجهت الكنيسة دعوة لك لحضور مؤتمر «الكنيسة والإلحاد»؟
- أنا شخصيًا لم توجه ليّ مِن الكَنيسة أو أى مسئول عن هذه المؤتمرات أى دعوة رسمية أو غير رسمية، وكذلك على حد معرفتى بأصدقائى الذين أخذوا موقفا مِن الأديان لم توجه لأى منهم دعوة رسمية مباشرة أو غير مباشرة، و لا حتى دعوات غير رسمية. 
أنا لا أمثل إلا شخصى وذاتى فقط، والفكر اللادينى عمومًا لا يتعامل مع الأفراد إلا باستقلالية وليس فى إطار جماعة أو طائفة أو «رعية» أو «قطيع»، وكلمة «قطيع» هذه يطلقها الإنجيل على «أتباع المسيح»، وأيضا كلمة «رعية» يطلقها القرآن على الأتباع، مع أن هذه المصطلحات توحى بالطفولة الفكرية والتبعية والسير فى طابور الطفولة لـ«ذكور الأديان» و«سادة التفسيرات العقائدية». 
أتساءل أيضًا: «هل انتهت مشكلات مجتمعنا مِن فقر وغش وتفشى أمراض جسدية، وتدنى أخلاقيات، حتى نناقش حرية الأفراد فى رفض معتقداتكم، وأخذ موقف جاد بعيدًا عن صراعاتكم وازدرائكم للإنسان بجعله عبدًا؟
ومِن الأوراق المقدمة فى مؤتمر الكنيسة افتراضهم أن قسوة المجتمع العام هى السبب وراء هجرة الشباب المصرى بعيدًا عن معتقداتهم، مع أن هؤلاء «الرعاة» أو «ذكور هذه الأديان» وتعاملاتهم مع بعضهم البعض، ومع تابعيهم هم ذاتهم الشرارة الأولى فى التفكير الإيجابى للبعد عن أغلب تعاليمهم التى لم تغيرهم مِن الداخل، كذلك الافتراضات الفكرية لبعض الآباء المشاركين بعدم قبول فلسفاتهم الفكرية حول الشر والألم والخطيئة هى مِن الأسباب المباشرة لرفض كل معتقداتهم، متناسين أنهم هم الذين صنعوا هذه الفلسفات، وحاربوا مِن أجلها بعضهم البعض لكى يحافظوا عليها.
■ ما الأسئلة التى لو حضرت المؤتمر كنت ستوجهها لرجال الدين الحاضرين؟
- وما هى الإجابات التى قدمتها هذه العقائد أو تلك لفائدة البشرية أمام الاحتلال الصينى والتفوق العلمى والتكنولوجى اليابانى ومَن اكتشف الأدوية مِن اللادينيين الغربيين؟
■ أنت لم ترحب أيضًا بعرض القس الدكتور سامح موريس للتعبير عن رأيكم فى مهرجان «احسبها صح» فلو فعلت الكنيسة ودعتك لكنت اتخذت نفس الموقف؟
- القائمون على المهرجان «الاستعراضي» الفنى الشامل كرنفال «احسبها صح» لم يكن يَهمهم الحوار مع المختلفين، بقدر ما يَهمهم أن يكون هناك «منبر عالٍ» متخذًا صورا مختلفة لتوجيه رسائل طلب التوبة لأى آخر، باعتباره خاطئًا وفى ضلال مبين، ويَسير عكس الحق مِن وجهة نظرهم سواء كان أرثوذكسيًا أو كاثوليكيًا أو بروتستانتيًا بالاسم أو مسلمًا أو لا دينى، بالنسبة للقائمين على المهرجان الأعلى هم يَحتاجون لسماع رسالة الحق وعليهم الإنصات، إضافة إلى أن الرسالة المقدمة كانت رسالة «عقيمة» منقولة مِن لاهوت غربى مضى عليه مئات السنين فى التعامل مع «اللادينيين» لا تتناسب مع البيئة وثقافة اللادينيين فى الشرق الأوسط، بما لديهم مِن خبرات وتراث حضارى ودينى رضعوه، سواء بإرادتهم أو بغير إرادتهم فى طفولتهم.
ونفس منهج ومفردات «التعليم البروتستانتي» المصرى، عبارة عن استنساخ مشوه أو ترجمة عمياء لنظريات الغرب التى مضت عليها قرون وثبت فشلها فى مكان إنتاجها. 
■ كيف وصلت لهذا الموقف من الدين المسيحى؟
- الحقيقة، أنا شخصيًا درست معتقدات كثيرة ومقارنة أديان ومقارنة معتقدات لسنين طويلة مضت، وكنت فى فترة مِن حياتى متميزًا فى توصيل رسالة ما أعتقد لغير المؤمنين بها، عن دراسة نظرية وعملية، وتحت إشراف أساتذة ومتمرسين فى هذه المجالات، لكن عقلى جعلنى أقرر وضع كل هذه المعتقدات جانبًا، ويكون شعارى أن الإنسان هو الأهم مِن حيث قيمة وجوده الحالى، وأيضًا تعامله مع الإنسان شريكه فى هذا الوجود، وهذا بعد أن ثبت بالنصوص الصريحة أنْ هذه المعتقدات والأديان تَزدرى بعضها بعضًا كما أنها تزدرى الإنسان الذى لا يؤمن بها، وجميعها تعده بالعذاب الأليم فى نهاية وجوده إذا لم يتبعها، كما أنها تغريه بما لذ وطاب إذا سار وراءها.
■ حتى الآن لم تخرج منك كلمة «يارب» لمرة واحدة.. لماذا؟
- وما فائدتها؟.. ألا تذهب أنت إلى الطبيب الإخصائى الماهر حين تمرض؟.. ألا تختار مَدرسة راقية لتعلم أبنائك ما يفيدهم فى وجودهم؟
ألا تسعى أنت كمسيحى ألا تسكن بجوار مأذنة جامع حتى لا تدعهم يسمعون تعاليم هذه المآذن، وترفض أن يرضعها أولادك ليل نهار؟.. ماذا يفيدك هذا النداء يارب أمام تلال القمامة فى كل شوارع المحروسة؟
إذا قلت يارب، فهل يَسمعك، ويرسل «ملائكة» لكى يحفظ ابنتك وزوجتك مِن تحرش الصائمين؟ أو اغتصاب المصلين للمختلفات فى الجنس أو العقيدة، أو حتى اغتصاب الأجنبيات، باسم الدين؟ وماذا أفادت مَن قالوا يارب حين ذبحوهم باسم الرب؟
هامش : أسكن فعلا بالقرب من مسجد، وأثق أن الله يحفظ أطفالى الصغار الذين يتواصلون معه بالصلاة.
■ كيف ترى تعامل الإعلام مع قضية الملحدين؟
- للأسف أحيانًا تجار «المنظفات الصناعية» و«المكرونة» و«البطاطس» هم مَن يتحكمون فى صياغة ما يقدمه الإعلام المصرى والعربى مِن تشويه وخداع ونشر للخرافات والغيبيات.
■ كيف تقيم الكتب التى صدرت ضد الإلحاد فى الفترة الأخيرة؟
- حوار مِن طرف ضعيف مع الضعيف مثله ليس لمثله فائدة. 
■ هل تعرف عدد الملحدين بمصر؟
- مراكز الأبحاث الراقية المعتمدة تقول إنهم بالملايين، وهذه حقيقة مِن خلال تواجدهم فى «مجموعات» التواصل على النت وغيرها.
■ ماذا تحب أن تقول فى النهاية؟
أملى أن يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق مصر المَدنية وتطبيق العلمانية التى تعنى أن لكل فرد مصرى دينه كيفمَا يَشاء، وأن يكون هناك فصل بين المؤسسات الدينية وبين مؤسسات صنع القرارات الاجتماعية دون تداخل بين هذه المؤسسات، ولا فرض لسلطة رجال الأديان.
قصة أيمن رمزى
فى ١٣ مايو ٢٠١٤، انتشر خبر على المواقع الإخبارية عن أمين مكتبة فى مدرسة «التربية» بإدارة «روض الفرج» التعليمية، تمّ تحويله للنيابة العامة، بتهمة اعتناق وترويج أفكار إلحادية.
البداية كانت مع بلاغ تقدمت به الإدارة القانونية التابعة لوزارة التربية والتعليم، إلى هيئة النيابة الإدارية عن اعتناق أيمن رمزى بطرس، أمين مكتبة فى مدرسة التربية الفكرية التابعة لإدارة روض الفرج التعليمية، أفكارًا إلحادية تنفى وجود الإله وعدم الاعتراف بالأديان السماوية، ويتحدث عن تلك الأفكار ويروج لها علنًا بين زملائه وعبر وسائل الإعلام المختلفة.
تقول التحقيقات فى البلاغ إنه يعتنق أفكارًا تتعلق بعدم الإيمان بوجود الله، وينكر وجود الأنبياء والكتب السماوية، وأنه يقر بوجود ٣ دوائر فى الحياة، الأولى تخص الذين يؤمنون بوجود الإله أيًا كان، والثانية خاصة بمن يكفرون بالإله والأديان، والثالثة خاصة بمن لا يهتمون بوجود الإله أو الدين من عدمه، وهو يدخل فى إطار الدائرة الأخيرة.
بعد سلسلة من التحقيقات ترك «أيمن» العمل بـ«التربية والتعليم»، وتفرغ لنشر دعوته، وشارك فى حملة «الإشهار بالإلحاد»، ويعرف بـ«زعيم الملحدين».

No comments:

Post a Comment