Monday, June 22, 2015

تطور الإسكاتولوجيا القرآنية ألغاز الأناجيل - قيامة يسوع

تطور الإسكاتولوجيا القرآنية


الإسكاتولوجيا هو علم دراسة التصورات الاخرويه 

يقول الأستاذ فراس السواح - ألغاز الأناجيل - قيامة يسوع :

في الصوره استحضار العرافه روح صموئيل من العالم السفلي
" النظرة التوراتية لحياة ما بعد الموت لم تكن تختلف عما هو سائد في المنظومات الدينية المشرقية والكلاسيكية على حد سواء. فروح الميت تمكث مدة ثلاثة أيام إلى جانب جثمانه في القبر، ثم تهبط منه إلى هوة سفلية تدعى في التوراة شيئول (أو الهاوية وفق الترجمات العربية)، وهي تعادل العالم الأسفل كور في الديانة الرافدينية، وهاديس في الديانة اليونانية والرومانية. وهناك تستمر في وجود شبحي لا حرارة فيه ولا طعم. وعلى حد وصف سفر إشعيا فإن الموتى "يضطجعون معاً لا يقومون.

والنبي صموئيل وهو واحد من أعظم أنبياء التوراة يهبط بعد موته إلى الهاوية. وقد عمد الملك شاؤل إلى استحضار روحه من العالم الأسفل لكي يستشيره، وذلك بواسطة وسيطة روحانية. فصعد صموئيل من عالم الموتى على هيئة شيخ مغطى بجبة، فخر شاؤل على وجهه إلى الأرض وسجد. فقال صموئيل لشاؤل: "لماذا أقلقتني بإصعادك إياي؟ فقال شاؤل: قد ضاق بي الأمر جداً." (صموئيل الأول 28)."

" ولم تكن بقية الشيع الدينية في فلسطين بدورها تؤمن بقيامة الموتى، ولم يكن القبر بالنسبة إليها إلا معبراً إلى عالم الأخيلة والظلال السفلي، شأنها في ذلك شأن بقية العبادات السورية. إلا أن التبادل الثقافي الذي حصل مع فـــــارس خلال فترة الحكم الفارسي لبلاد الشام فيما بين عام 539 ق.م وعام 332 ق.م، قد أدى إلى انتشار بعض الأفكار الدينية الزردشتية في المنطقة، وأهمها فكرة مخلّص البشرية الذي سيظهر في نهاية الأزمان، وفكرة القيامة العامة للموتى وعودة الروح إليها من أجل الحساب الأخير. " 

إذن ، تأسست وعلى هامش التوراة ، أفكار جديدة أتـــت بها الرياح الزرادشتية ، وتبلورت تدريجيا وتجسدت في كتب الهاجاداه والتلمود والشروحات الريبينية أو الربانية (rabbinique) .
ويبين الأستاذ فراس السواح في مقاله - لاهوت إبليس- تبلور فكرة العذاب الآخروي والجحيم اليهودي في الهاجاداه والتلمود وغيره من الأفكار التي تطورت :
" نشأت على هامش التلمود، وهو المصدر الثاني للشريعة بعد التوراة، خلال القرون الأولى للميلاد، مجموعة النصوص المعروفة بالهاجادة، أي رواية القصص. وهذه التسمية جاءت من استخدام المؤلفين أسلوب القص الميثولوجي لتقريب تعاليم التلمود إلى عامة الناس. 
" يُفصِّل النص أعمال الخالق البدئية في تكوين العالم خلال ستة أيام وفق ترتيبها في سفر التكوين التوراتي ولكن مع توسع وإسهاب وإدخال عناصر جديدة على القصة الأصلية. فقد خلق الرب السماوات سبعاً طباقاً والأرضين مثلهن سبعاً طباقاً أيضاً. ثم جعل الرب الجحيم في الجهة الشمالية من الأرض وقسمه إلى سبع درجات لكل درجة منها حصتها من الخطاة وفق ذنوبهم، وقسم الدرجة إلى سبعة أجنحة والجناح إلى سبعة آلاف كهف،

نعود سريعا لإحدى الآيات القرآنية التي تصف جهنم : " وَإِنَّ جَــهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ*لَهَا سَــبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " [الحجر:43-44]
يجب أن ننوه أن فكرة سبعة أبواب ، فكرة هاجادية كما وضحنا أعلاه نقلا عن فراس السواح ، لكن جذورها تمتد لفترة السبي البابلي .

نقرأ للأستاذ فراس السواح في كتابه " مغامرة العقل الأولى -فصل الجحيم السومري - ص277" اسطورة نزول عشتار لعالم اللاعودة ( عالم الموت ) :

" في هذه الأسطورة تترك " إنانا" إلهة السماء والحب والنور كرسيها السماوي لتنزل إلى عالم الموتى , حيث مملكة أختها الكبرى "أريشكيجال" إلهة الظلام والموت , في زيارة مؤقتة تعود بعدها للحياة ثانية . ورحلة إنانا هذه تعطينا معلومات تفصيلية عن عالم اللاعودة , فهو عالم حصين خلف سبعة جدران عالية وسبع بوابات حصينة , عليها حراص غلاظ شداد , ما إن يقترب القادم من البوابة الأولى , حتى يعلن البواب إسمه لتسمعه أريشكيجال , ثم يقاد عبر البوابات السبع , وعند كل بوابة يتخلى عن شىء من متاعه وملبسه وزينته وفق القوانين الموضوعة لذالك العالم . إلى أن يمثل عاريا أمام أريشكيجال و بطانتها السبع , وهم كبار آلهة عالم الآلهة الأسفل لتقرير مصيره ومكانته ووضعه العام في عالم الأموات

الجحيم القرآني ما هو إلا امتداد للجحيم الـــهاجادي و التلمودي ، و الذي بدوره نشأ عبر مرحلتين أثناء تطوره ، مرحلة أولى توراتية قبل السبي نجد فكرة الجحيم التوراتي تـُمَـثل وتــُعـَـبِّرعن أرض اللاعودة البابلية والسومرية في العالم السفلي التي كانت تحتضن مجرد ظلال و أرواح لا يــُبْعـثون ولا يقومون ، وهي أرض مقسمة لسبع درجات لها سبع أبواب ، ومرحلة ثانية هاجادية تلمودية زرداشتية الأصل، تحولت فيها أرض اللاعودة التوراتية المستمدة من الثقافة البابلية لأرض القيامة النارية الزرادشتية والتي صارت بدورها هاجادية ، و نشأت هنا فكرة البعث والحساب و الملائكة والصراع الكوني 


No comments:

Post a Comment