Monday, June 15, 2015

الجذور التاريخية لداعش والتنظيمات الارهابية.. الحشاشين Assassin ....جزء (2)

نظرة تاريخية علي الخلافة وانقسام المسلمين :

بعد وفاة نبي الاسلام رفض طائفة من المسلمين ( يطلق عليهم الشيعة وهم الذين ناصروا وتشيعوا لخلافة على بن أبى طالب) ولاية "معاوية" مطالبين ان تكون الخلافة من بيت الرسول الي يوم القيامة وهو ما ادي الي حدوث النزاعات والحروب التي قامت أثناء ما اطلق علية "الفتنة الكبري " ونظرا لما لاقاه الشيعة من عنف واضطهاد من حكام بنى أمية ومن بعدهم العباسيون فقد انعزلوا عن سائر المسلمين حتى هاجرت جماعات واسعة منهم لأطراف الدولة الإسلامية شرقا (خراسان وإيران) وجنوبا (اليمن) وغربا (شمال أفريقيا ) .. واهم الفرق والمذاهب الشيعية :

• الشيعة الإمامية الإثنا عشرية ( الجعفرية – الموسوية ) :
وهي تمثل المذهب الرئيسى والأكبر لدى الشيعة وتقتصر الإمامة لديهم على الإمام على بن ابي طالب وذريته كما يلى:
1- الإمام على بن أبى طالب 2- الإمام الحسن بن على 3- الإمام الحسين بن على 4- الإمام على زين العابدين بن الحسين ( الشيعة الزيدية وتعتبر أقرب المذاهب الشيعية لمذهب أهل السنة .. ويوجد الزيديون فى اليمن وكانت منهم أسرة حميد الدين الحاكمة قبل تورة 1962 ، ومنهم أيضا الحوثيون ) ... 5- الإمام محمد الباقر... 6- الإمام جعفر الصادق ( لاحظ سيتم ذكرة في الشيعة الاسماعيلية ) ......................... 7- الإمام موسى الكاظم .........8- الإمام على الرضا ........9- الإمام محمد الجواد ....... 10- الإمام على الهادى..11- الإمام الحسن العسكرى..12- الإمام محمد العسكرى (المهدى) . ** وقد توقفت قائمة الأئمة عند الإمام الثانى عشر .. لان الإمام رقم (11) الحسن العسكرى توفي في عام 260هـ وفي نفس العام رحل ابنه الطفل " محمد العسكرى " فانقطعت ذرية الأئمة .. ولكن الشيعة الامامية فيما بعد نسجوا اسطورة : وهي " اختفاء الإمام الطفل فى سرداب موجود بمدينة سامراء بالعراق وأنه سيعود فى نهاية الزمان ليملأ الأرض عدلا! " ...وبهذا يكون الإمام "محمد العسكرى" هو المهدى المنتظر أو الإمام الغائب ..ولهذا سمى المذهب ب " الإثنا عشرية " او بالمذهب الجعفرى نسبة للإمام جعفر الصادق .. اوالموسوى نسبة لابنه موسى الكاظم .
ويسود هذا المذهب او التيار الإثنا عشرى فى ايران وجنوب العراق وشرق الجزيرة العربية والبحرين (فمن الإسماعيلية نشأت فرقة القرامطة على يد حمدان قرمط بالبحرين وشرق الجزيرة حيث شكلوا خطرا داهما هدد الحجاز حين هاجموا الحرم المكي ونزعوا الحجر الأسود ونقلوه للكوفة ووصلوا لمصر فأوقفهم الفاطميون عند القلزم او السويس حاليا ).. ولبنان (حيث انشقت عن الدولة الفاطمية طائفة الدروز الذين ألهوا الحاكم بأمر الله والذين استقروا بجبل لبنان وسموا أنفسهم الموحدون) وفي سوريا ( حيث العلويين وهم فرع من اثني عشرية النصيرية ) .
ويعتبر الإمام فى المذهب الإثنى عشرى معصوم من الخطأ وأوامره مطاعة وإذا أبدى رضاءه عن أحد كان هذا دليلا على رضاء الله تعالى عنه وصار مبشرا بالجنة. وحتى يعود الإمام الغائب (المهدى المنتظر) يتولى الإمامة من ينوب عنه ..و هكذا كان الإمام الخومينى والحالى على خامئنى .
• الشيعة الإسماعيلية:
كان للإمام جعفر الصادق ولدان : إسماعيل ( الذى مات فى حياته ) وموسى الكاظم.... وعندما توفي جعفر الصادق عام 148هـ إختلف أتباعه فيمن يرث عنه الإمامة : فذهب (1) فريق منهم الى أن تنتقل الخلافة لذرية اسماعيل ومن هؤلاء نشأت " فرقة الإسماعيلية "..(2) بينما كانت الغالبية خلف أمامة موسى الكاظم.
وقد تشعبت الإسماعيلية الى عشرات الفرق وتفرقت بين العديد من الأئمة وأغلبهم كانوا يباشرون الإمامة فى السر. وقد انتشر الفكر الإسماعيلي في جنوب العراق واليمن وشوطئ الخليج العربي إلا أنه لم يثمر هذا النشاط إلا في أقاصي العالم الإسلامي في شمال إفريقيا.. حيث وصلوا هناك إلى درجة من القوة دعت احد أئمتهم ( وهو "عبيد الله " الذى هرب من بطش ولاة العباسيين من المشرق الى المغرب بشمال أفريقيا) ان يعلن عن نفسة و ينجح فى تأسيس الدولة الفاطميه (نسبة لفاطمة الزهراء).
وقد تمكن عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية في شمال افريقية ان يبسط نفوذه على بلاد افريقية من المغرب وحتى مصر واستمرت فترة حكمه حدود خمس وعشرين سنة وبعده تولى قيادة البلاد ابنه ابو القاسم محمد الملقب بالقائم بامر الله ويعتبر الامام والخليفة الثاني من زعماء الفاطمية ، وقد تميزت فترة حكمه بالشدة وفرض الضرائب لتأمين نفقات الجيش حتى سببت هذه السياسة انتفاضة البربر ضده وقد قاد تحركهم ابو يزيد مخلد بن كيداد حيث استطاع ان يفرض قدرته على جنوب افريقية والقيروان ولكنة في النهاية تراجع امام قدرات الفاطميين واعتزل الحياة السياسية .
. وبعد 60 عاما من إقامة الخلافة الفاطمية في شمال إفريقيا يدخل الحفيد " المعز لدين الله " مصر عام 358هـ ليشيد الجامع الأزهر ليكون منارة لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي وليجعل من القاهرة عاصمة لدولة " شيعية إسماعيلية " على مدى مايقرب من قرنين من الزمان. ..
الانهيار :
بعد عقود من ازدهار الدولة الفاطمية ( القائمة علي المذهب الاسماعيلي ) بدأت الدولة الفاطمية في الانهيار ففي خلال القرن الخامس الهجري دب الضعف والانحلال في صفوف الأسماعيلية فانشقت الحركة على نفسها وصارت فرقاً مختلفة .. وقد حدث الانشقاق الأول سنة ( 411 هـ ) عندما اعلن الحاكم بأمر الله بان الجسد الالهي قد حلَّ فيه ثم اختفى وربما مات مقتولا فانفصلت الطائفة الدرزية في لبنان عن بقية الإِسماعيلية لاعتقادهم بانه لم يمت وانه سيعود فهو الامام المنتظر عند هذه الطائفة.
وفي عهد "الخليفة المستنصر" أصبحت السلطة الفعلية في يد أمير الجيوش " بدر الدين الجمالي " الذي زوج ابنته لابن "الخليفة المستنصر" وهو الابن الأصغر المسمي "المستعلي" وبمجرد وفاة الخليفة" المستنصر " كان من المفترض ان يكون خليفته ووريثه الشرعي ابنه نزار ولكن الوزير " الأفضل " قام بإعلان " المستعلي " خليفة جديدا للدولة الفاطمية .. وعلى اثر ذلك فر " نزار " إلى الأسكندرية وقُتل فيها على يد وزير المستعلي الأفضل بن بدر الجمالي .. و أعلن الشيعة ( النزاريون ) رفضهم الاعتراف بالخليفة الجديد، وأعلنوا ولائهم لنزار ...وبدأت الدولة الفاطمية القائمة على نظام الخلافة بالتمزق والإنهيار، وذلك بعد إنقسام المذهب الإسماعيلي الي ( اسماعيلية نزارية شرقية نسبة إلى مكان ظهورها وانتشارها وإشارة إلى انفصالها عن الإسماعيلية الأم والتي تسمى بالإسماعيلية الغربية () و( اسماعيلية مستعلية غربية ) بسبب إنقسام الولاء بين إمامين هما " المستعلي " و " نزار" ، وكان ذلك من أسباب نهاية الدولة الفاطمية وإعلان الدولة الأيوبية وإنتهت بذلك دولة الشيعة الإسماعيلية .
حسن الصباح وتأسيس دولة الحشاشين
بعد انهيار الدولة الفاطمية، احتاج المذهب الإسماعيلي لمن يجدد الدعوة له، وينشر الفكر الإسماعيلي، وقد قام بهذا الدور " حسن الصباح " الذي ولد ببلدة "الري " بجوار مدينة "قم" بإيران عام 430هـ وظل يجوب البلاد للدعوة إلى إمامة " نزار بن المستنصر بالله " ومن جاء مِن نسله. وقد اخذ الحسن بن الصباح من " قلعة آلموت " في إقليم الديلم أقاصى شمال فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته وكان أنصارها يعرفون بالباطنية أو الحشاشين..
** كان الحسن ابن الصباح " شيخ الجبل " له طريقة غريبة فى تجنيد أتباعه إذ كان يأخذ الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والعشرين لينشئهم تنشئة عجيبة تعتمد على تخديرهم بمخدر خاص يقال إنه الحشيشة، وبعد ذلك يعمد إلى إدخالهم بعد أن تأخذهم السكرة إلى الحدائق الخاصة التي أنشأها لهذا الغرض في القلعة حيث تحتوى على ما لذ وطاب من المأكولات والجواري الحسان ويخلى بينهم وبينها للاستمتاع فيها، ثم بعد ذلك يعمد إلى إيفاقهم من سكرتهم وإعادتهم إلى حضرته ليطلب منهم بعد ذلك إن أرادوا خلوداً فى الجنة التى أذاقهم جزءاً من نعيمها أن ينفذوا ما يطلبه منهم " شيخ الجبل " و دون استفسار أو تردد، ومن أبرز تلك الأعمال الاغتيالات المنظمة للشخصيات التى كان يحددها لهم سلفاً والتضحية بالنفس فى سبيل ذلك أو فى سبيل أن لا يفشى سراً من أى نوع كان، ومن ثم فهم ينشأون على تنفيذ أوامره وأوامر القيادات الأخرى فوراً بدون إدراك أو تساؤل عن عواقبها باعتبارها واجباً جهادياً لا يعذر الفرد منهم بالتساؤل عن جدواه فضلا عن وجوب تنفيذه. ..
عندما كان (الصباح) يفكر فى خطة لاغتيال أى شخص أو زعيم فانه ينتدب لها أى شخص من الفداءيين فيدخله (فردوسه) هذا,ثم يستدعيهم فى المساء ويجعلهم يتناولوا الحشيش,ومن ثم يغيبون عن وغيهم ولا يفوقون الا فى الفردوس على أصوات الفتيات الجميلة التى تمثل لهم الحور العين,فيأخذن بالناء والرقص له وهو الفتى الذى لم يواجه فى حياته أى فتنة أو أغراء ..ويقوم بعمل كل شىء حرم عليه فى الجانب الأخر من القلعة ,وكان الفتى بعد كل ما تعرض له يؤمن بأنه كان فى الجنة وأن سيده (الصباح) فتح له باب الفردوس الحقيقى ...ثم تقوم الفتيات بتخديره وحمله الى (الصباح) قيفيق وقد أمن تماما بان هذا (الصباح) معه مفتاح الفردوس الأعلى!!ثم يكون من الطبيغى وقتها أن يستسجب الفدائى لكل ما يطلبه منه سيده حتة ولو كان فى هذا مصرعه...
من كتاب (المنتظم) لابن الجوزى:جاء فيه حكاية مفادها أن ابن الصباح عندما كان يستقبل مبعوثين من خصومه السلاجقة يطلبون منه التنازل عن ألموت والرجوع عن دعوته عمد إلى الردّ عليهم بواقع حال فدائييه الذين أذاقهم فردوسه ، فاستدعى اثنين منهم وقال لأحدهم : هل تريد العودة إلى الفردوس والخلود فيها ؟ فأجاب الفتى : أن نعم ، فقال له اذهب إلى أعلى ذلك البرج وألقِ نفسك إلى الأرض ، فانطلق الغلام برغبة طافحة وجذل ظاهر وارتقى البرج وقذف بنفسه إلى الأرض فتقطع جسده ميتا ، ثم التفت إلى الفدائي الآخر ملوحاً بالفردوس وسأله : ألديك خنجر ؟ فأجاب أن نعم ، فقال له : اقتل نفسك ، فانتزع الفتى خنجره وغرسه في عنقه وفار دمه ثم خر صريعا ... عندها قال ابن الصباح للرسل بين يديه : أبلغوا من أرسلكم أن عندي من هؤلاء عشرين ألفا هذا مبلغ طاعتهم لي
جذور " داعش " التاريخية في الشام :
ظل حسن الصباح يرسل دعاته في بلاد فارس ويستولي على القلاع والبلاد، وقد أرسل دعاته إلى سوريا حيث كان هناك من يدينون بالمذهب الإسماعيلي فكانت المهمة ميسورة على دعاته ..وقد كانت سوريا مغنم للإسماعليين حيث كانت طبيعتها الجبلية تناسب العمل السري للإسماعيليين (الحشاشين) من عمليات إغتيال وتخفي في الصحاري والجبال ... وقد عمل الدعاة في سوريا بنفس إسلوب فارس فإستولوا على القلاع وكانت تلك القلاع مصدر رعب لكل حكام الإمارات والممالك المجاورة لما إشتهروا به بعمليات الاغتيال السياسي .. وكان يسمى سيدهم في سوريا باسم "شيخ الجبل" أو "بير" بالفارسية التي تعني شيخ..
ازدادت قوة الإسماعيلية بالشام بظهور شخصية فذة وداعية داهية في سياسته وفي مواهبه وهو ( راشد الدين سنان) المعروف برشيد الدين. أعظم رؤساء الحشاشين في سورية. وصل إلى زعامة الحشاشين سنة 1162م وأعاد تحصين قلعتي الرصافة والخوابي واستولى على قلعة العليقة وبذلك زادت القوة الإسماعيلية النزارية في المنطقة. وقد استطاع بمقدرته وكفايته أن يجمع كل إسماعيلية الشام ..فقد كان الإسماعيلية في الشام يدينون بإمامة وزعامة أصحاب " قلعة ألموت " في فارس فجاء سنان وكون مذهب " السنانية ".
وظل أمر الإسماعيلية النزارية في الشام بعد ذلك يضعف تارة ويقوى تارة أخرى إلى أن استسلمت آخر قلاعهم للظاهر بيبرس عام 672هـ وخفت أمرهم من الحياة السياسية حتى لم يسمع عنهم شيئا ولم تنقل الكتب التاريخية عنهم أحداثا تذكر ويبدو أنهم لجأوا إلى التقية والدعوة سرا إلى أن ظهر مايسمي الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش ".
للبحث بقية
محمد رجب التركي
الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 10:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام 
مصادر المعلومات:-
اعداد مهولة من المواقع على شبكة الأنترنت حصلت منها ببعض الأفكار والمعلومات الأساسية اذكر بعض منها علي سبيل المثال وليس الحصر
محرك البحث:www.google.com
موقع صيد الفوائد :http://www.saaid.net/
موسوعة الفرق http://www.dorar.net/
موسوعة ويكيبيديا :http://www.wikipedia.org/


No comments:

Post a Comment